الرقعة [ ألف دينار ] على بعض الصيارف ، فتعجبوا وحملوا الرقعة وهم يظنونها ساذجة ، فأعطاهم الصيرفي الدنانير في الحال والوقت ، فسألوه عن الرجل فقال : ذاك سيف الدولة ابن حمدان اه.
وفي كتاب الكنايات للجرجاني [ في صحيفة ٥٤ ] : سمعت الطبري يقول : كنت يوما بين يدي سيف الدولة بحلب فدخل عليه ابن عم له فاستبطأه الأمير وقال له : أين كنت اليوم وبم اشتغلت ؟ فقال له : أيّد الله مولانا ، حلقت رأسي وأصلحت شعري وقلّمت أظفاري ، فقال له : لو قلت أخذت من أطرافي كان أوجز وأبلغ اه.
وفي ثمرات الأوراق لابن حجة الحموي : أن سيف الدولة بن حمدان انصرف من حرب وقد نصر على عدوه فدخل عليه الشعراء فأنشدوه ، فدخل معهم رجل شامي فأنشده :
و كانوا كفأر وسوسوا خلف حائط |
|
و كنت كسنور عليهم تسقفا |
فأمر بإخراجه ، فقام على الباب يبكي ، فأخبر سيف الدولة ببكائه فرق له وأمر برده وقال له : مالك تبكي قال : قصدت مولانا بكل ما أقدر عليه أطلب منه بعض ما يقدر عليه ، فلما خاب أملي بكيت ، فقال له سيف الدولة : ويلك فمن يكون له مثل هذا النثر يكون له ذلك النظم ، وكم كنت أملت ؟ قال : خمسمائة درهم ، فأمر له بألف درهم فأخذها وانصرف. اه.
دولة الأدب في حلب
على عهد سيف الدولة بن حمدان
تحت هذا العنوان ألقى في حلب الأديب الفاضل محمد كرد علي رئيس المجمع العلمي العربي بدمشق محاضرة في نادي الشهباء ، وذلك في رجب سنة ١٣٤١ الموافق شهر شباط سنة ١٩٢٣ ونشرت في جريدة سورية الشمالية التي تصدر في حلب اقتطفنا منها ما لا ذكر له عندنا مما له علاقة في تاريخ الشهباء تتمة للفائدة ، قال في مطلعها :