المقدمة
وفيها فصلان :
الفصل الأول : فيما وضعه فضلاء الشهباء من التواريخ الخاصة بها :
(١) الكلام على بغية الطلب
قال العلامة رضي الدين محمد بن الحنبلي المتوفى سنة ٩٧١ في خطبة تاريخه « در الحبب في تاريخ حلب » : « اهتم بأمر تاريخ الشهباء جماعة من النبلاء وشرذمة من الفضلاء ، فكان ممن أقدم وكتب لها تاريخا حسنا فيما تقدم : المولى الصاحب صاحب المآثر والمناقب كمال الدين أبو حفص عمر بن أبي جرادة العقيلي المعروف بابن العديم الحلبي الحنفي ، وهو التاريخ الكبير الذي سماه « بغية الطلب في تاريخ حلب » وانتزع عنه تاريخه المسمى بزبدة الحلب في تاريخ حلب ، حتى انتزعنا منه وزدنا عليه سوى ما تلقيناه عنه سنة إحدى وخمسين وتسعماية مختصرنا الذي سميناه بالزبد والضرب في تاريخ حلب ، وكانت وفاته سنة ستين وستماية ». وقال في التاريخ المنسوب لابن الشحنة : « وقد رأيت جماعة من العلماء جمعوا تواريخ لبلادهم على أنحاء شتى بحسب اجتهادهم ولم أر لحلب تاريخا مختصا بذكرها منطويا على بث محاسنها ونشرها ، وهي خليقة بذلك لأنها واسطة عقد الممالك وزمامها الذي من ملكه تصرف فيها بكل الأمور التي تريدها نفسه وتشتهيها ، إلا ما جمعه تاريخا مستوعبا لها الإمام العلامة كمال الدين أبو القاسم عمر بن أحمد بن العديم الحلبي الحنفي فأتقن وأجاد وأطال ، ولم يبيض منه إلا اليسير ، وأطال فيه من ذكر الروايات