والطرف فجاء معنى قليلا في لفظ كثير ، ولم يسبقه أحد بتاريخ لها على الخصوص وسماه : « بغية الطلب بتاريخ حلب » رتبه على حروف المعجم ، كما أخبرني بذلك الأمير النقيب بدر الدين الحسيني نقيب السادة الأشراف في المملكة الحلبية رحمهالله أن مسودته كانت تبلغ نحو أربعين جزءا كبارا والمبيضة تجيء كذلك ، لكن اخترمته المنية قبل إكمال الأمنية وتفرقت أجزاؤه قبل الفتنة التيمورية ، فلا تجد الآن منها إلا نزرا لم أقف منها إلا على جزء واحد بخطه فيه بعض حرف الميم وفيه ترجمة الملك العادل نور الدين محمود وترجمة جدي الأمير حسام الدين محمود شحنة حلب وبعض تراجم غيرها ، وهو عندي ، وبلغني أنه ذكر في الجزء الأول من خصائص حلب وفضائلها ومعاملاتها ومضافاتها » انتهى.
أقول : إن هذا التاريخ أجل تواريخ الديار الحلبية وأعظمها شأنا وهو بالسند على نسق كثير من تواريخ المتقدمين طالما رأينا من الأجانب الذين يفدون إلى الشهباء يبحثون عنه توصلا إلى الحصول على نسخة أو قطعة منه.
قال صاحب مجلة المشرق في محاضرته التي ألقاها في حلب سنة ١٩٠٦ م ونشرها في السنة التاسعة من مجلته : وقد عني الأوربيون بنقل تاريخ كمال الدين إلى الإفرنسية ونشره لكثرة فوائده.
وهو مفقود منذ أعصار من هذه الديار ، غير أنا فيما سنتلوه عليك من القول والدلائل يظهر لك أنه قد بيض معظمه بل لم يبق منه في المسودة إلا النزر اليسير ، أعني من سنة ٦٤٠ إلى سنة ٦٦٠ وهي السنة التي توفي فيها المؤرخ رحمهالله خلافا لما ذكره في الدر المنتخب من أنه لم يبيض منه إلا اليسير.
يوجد منه جلدان في مكتبة الأمة في باريس رقمهما (٢١٣٨) ابتدأ فيهما بترجمة إسحق بن منصور وانتهى بترجمة أمين بن عبد الله الأموي ، وهما محرران من نحو ٥٠٠ سنة ويوجد جزء منه في المتحف البريطاني في لوندره ، ويوجد منه جلد واحد في مكتبة أياصوفيا في عاصمة السلطنة العثمانية ورقمه (٣٠٣٦) وهو في (٥٢٥) صحيفة بخط حسن وعدة صحف في آخره ممحوة يتعذر قراءتها ، ويغلب على الظن أن هذا الجلد أول التاريخ.
ويوجد في إحدى مكتبات باريس قطعة منه ترجمها إلى الإفرنسية ؟ أبلوش وطبعت سنة ١٩٠٠ م في مطبعة « ليرو » في (٢٥٥) صحيفة استحضر نسخة منها أندره