من يقتله ، فقتل غيلة ، وسار صالح إلى الرحبة فملكها وأخذ أموال ابن محكان وأحسن إلى الرعية واستمر على ذلك إلا أن الدعوة للمصريين *.
ذكر مجيء صالح بن مرداس إلى حلب وأسره سنة ٤٠٢
قال ابن الأثير : في هذه السنة كانت وقعة بين أبي نصر بن لؤلؤ صاحب حلب وبين صالح بن مرداس ، وكان ابن لؤلؤ من موالي سعد الدولة فقوي على ولد سعد الدولة وأخذ البلد منه ( كما تقدم ) وخطب للحاكم صاحب مصر ولقبه الحاكم مرتضي الدولة ، ثم فسد ما بينه وبين الحاكم فطمع فيه ابن مرداس وبنو كلاب وكانوا يطالبونه بالصلات والخلع ، ثم اجتمعوا هذه السنة في خمسمائة فارس ودخلوا مدينة حلب فأمر ابن لؤلؤ بإغلاق الأبواب والقبض عليهم ، فقبض على مائة وعشرين رجلا منهم صالح بن مرداس وحبسهم وقتل مائتين وأطلق من لم يفكر به ، وكان صالح قد تزوج بابنة عم له تسمى جابرة ، وكانت جميلة ، فوصفت لابن لؤلؤ فخطبها إلى ابن أخوتها وكانوا في حبسه ، فذكروا له أن صالحا قد تزوجها ، فلم يقيل منهم وتزوجها ثم أطلقهم ، وبقي صالح بن مرداس في الحبس ، فتوصل حتى صعد من السور فألقى نفسه من أعلى القلعة إلى تلها واختفى في مسيل ماء ( سيأتي أنه اختفى في مغارة بجبل جوشن ) ووقع الخبر بهربه فأرسل ابن لؤلؤ الخيل في طلبه ، فعادوا ولم يظفروا به ، فلما سكن عنه الطلب سار بقيده ولبنة حديد في رجليه حتى وصل قرية تعرف بالياسرية ، فرأى ناسا من العرب فعرفوه وحملوه إلى أهله بمرج دابق ، فجمع ألفي فارس فقصد حلب وحاصرها اثنين وثلاثين يوما ، فخرج إليه ابن لؤلؤ فهزمهم صالح وأسر ابن لؤلؤ وقيده بقيده الذي كان في رجله ولبنته.
وقال في الزبد والضرب : إن بني كلاب طلبوا من مرتضي الدولة ما شرط لهم من الإقطاع ، فدافعهم عنه فتسلطوا على حلب وعاثوا وأفسدوا وضيقوا عليه ، فاحتال وأظهر الرغبة واستقامة الحال بينه وبينهم ، وطلبهم أن يدخلوا إليه ليحالفهم ويقطعهم ، فلما حصلوا بحلب مد لهم السماط والحلوى وغلقت أبواب المدينة وقيد الأمراء وفيهم صالح بن مرداس وقتل منهم أكثر من ألف رجل ، وسير إلى صالح بن مرداس وهو في الحبس وألزمه
__________________
( * ) هكذا في الطبعة الأولى ، وفي الكامل لابن الأثير كذلك