إليه تحمل الأموال طرا |
|
و يمنع بعض ما يجبى إليه |
قال المقريزي في الخطط : لما بويع المعتضد بالله أبو العباس أحمد بن الموفق بعث إليه خمارويه بالهدايا وقدم من الشام لست خلون من ربيع الأول سنة ثمانين ، فورد كتاب المعتضد بولاية خمارويه على مصر هو وولده ثلاثين سنة من الفرات إلى برقة وجعل له الصلات والخراج والقضاء وجميع الأعمال على أن يحمل في كل عام مائتي ألف دينار عما مضى وثلثمائة ألف للمستقبل ، ثم قدم رسول المعتضد بالخلع وهي اثنتا عشرة خلعة وسيف وتاج ووشاح مع خادم في رمضان ، وعقد المعتضد نكاح قطر الندى بنت خمارويه في سنة إحدى وثمانين.
قال في زبدة الحلب : لما بويع بالخلافة أبو العباس أحمد بن طلحة المعتضد بالله بايعه أبو الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون وخطب له في عمله وسير إليه هدية سنية مع الحسين بن عبد الله الجصاص وطلب منه أن يزوج ابنته من علي ابن المعتضد ، فقال المعتضد : بل أنا أتزوجها ، فتزوجها وهي قطر الندى ، وقيل إنه دخل معها مائة هاون ذهب في جهازها وإن المعتضد دخل خزانتها وفيها من المناير والأباريق والطاسات وغير ذلك من الآنية الذهبية فقال : يا أهل مصر ما أكثر صفركم ، فقال له بعض القوم : يا أمير المؤمنين إنما هو ذهب ، وزفت إلى المعتضد مع صاحب أبيها الحسين بن عبد الله بن الجصاص فقال المعتضد لأصحابه : أكرمها بشمع العنبر. فوجد في خزانة الخليفة أربع شمعات من عنبر في أربعة أنوار فضة ، فلما كان وقت العشاء جاءت إليه وقدامها أربعماية وصيفة في يد كل واحدة منهن نور ذهب وفضة وفيه شمعة عنبر ، فقال المعتضد لأصحابه : أطفئوا شمعنا واسترونا ، وكانت إذا جاءت إليه أكرمها بأن يطرح لها مخدة ، فجاءت إليه يوما فلم يفعل ما كان يفعله بها فقالت : أعظم الله أجر أمير المؤمنين ، قال : فيمن ؟ قالت : في عبده خمارويه تعني أباها ، فقال : أو قد سمعت بموته ؟ قالت : لا ولكني لما رأيتك قد تركت إكرامي علمت أن أبي قد مات ، وكان خبره قد وصل إلى المعتضد فكتمه عنها فعاد إلى إكرامه لها بطرحه لها المخدة في كل الأوقات.
قال المقريزي في الخطط : وكان قتل خمارويه بدمشق سنة اثنتين وثمانين ومايتين على فراشه ذبحه جواريه وخدمه وحمل في صندوق إلى مصر وكان لدخول تابوته يوم عظيم.