عامة ، فقد امتنع حمل الولاية فى الآية ، على الولاية بمعنى النصرة ، وتعيّن حملها على الولى ، بمعنى الأحق ، والأولى بالتصرف. وعلى هذا فيكون المراد من الآية : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) (١) : أى الأولى بالتصرف فيكم أيها الأمة ، والّذي هو أولى بالتصرف فى كل الأمة من المؤمنين إنّما هو الإمام ، فإذا الآية خاصة / على إمامة بعض المؤمنين ويتعين أن يكون عليا ـ عليهالسلام ـ لاتفاق أئمة التفسير على أن المراد بقوله تعالى : ـ (وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) (٢) ، إنما هو عليّ كرّم الله وجهه ، فالآية نصّ على إمامته.
الخامس : قوله تعالى : ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) (٣). [أمر بالكون مع الصادقين] (٤) ، وإنما يتصور الأمر كذلك ، أن لو علم الصادق ، وإنما يعلم كون الشّخص صادقا ، أن لو كان معصوما ، فالأمر إذا إنّما هو بمتابعة المعصوم ، وغير عليّ من الصحابة غير معصوم بالاتفاق ؛ فكان المأمور بمتابعته إنما هو على كرّم الله وجهه ؛ وذلك نصّ على إمامته.
السادس : قوله تعالى : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) (٥) ، أمر بمتابعة أولى الأمر ، وإنما يأمر بمتابعة من لا يأمر بالمعصية ، لقوله تعالى : ـ (إِنَّ اللهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ) (٦) ، فالأمر بمتابعة أولى الأمر الذين لا يأمرون بالمعصية أصلا ، وذلك إنما يكون فى حق من ثبتت عصمته ، فالإمام يجب أن يكون معصوما ، وغير على من الصحابة غير معصوم بالاتفاق فتعيّن أن يكون عليّ معصوما ؛ ضرورة موافقة الأمر بطاعته ؛ وذلك نصّ فى إمامته.
السّابع : قوله ـ عليهالسلام ـ يوم غدير خم وقد جمع الناس «ألست أولى بكم من أنفسكم ، قالوا : بلى ، فقال : من كنت مولاه فعلى مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله» (٧) ... وهذا الحديث مما اتفقت الأمة على
__________________
(١) سورة المائدة ٥ / ٥٥.
(٢) سورة المائدة ٥ / ٥٥.
(٣) سورة التوبة ٩ / ١١٩.
(٤) ساقط من أ.
(٥) سورة النساء ٤ / ٥٩.
(٦) سورة الأعراف ٧ / ٢٨.
(٧) أخرجه الإمام أحمد فى المسند ١ / ١١٨ ، ١١٩ ، وابن ماجه فى سننه ١ / ٤٣ عن البراء بن عازب.
وسنن الترمذي ٥ / ٦٣٣ ، والمستدرك ٣ / ١١٦.