أم غاب ربك فاعترتك خصاصة |
|
فلعل ربك أن يئوب مؤيدا |
ومعنى قوله : (فَأَخَذَهُ اللهُ نَكالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولى (٢٥)) فالأخذ هو العذاب من اللهعزوجل ، عذب عدوه عذاب الآخرة والدنيا.
(إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشى (٢٦)) هي : الموعظة والتذكرة ، قال الشاعر :
في آل برمك عبرة وعجائب |
|
ومواعظ للعاقل المتزهد |
ومعنى قوله عزوجل : (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ بَناها (٢٧) رَفَعَ سَمْكَها فَسَوَّاها (٢٨)) أي : رفع محلها وموضعها ، والسمك : هو المحل المرتفع العالي ، قال الشاعر :
إن الذي سمك السماء بنى لنا |
|
بيتا دعائمه أعز وأطول |
معنى سمك السماء : أي رفعها ، وقال آخر :
وما إن بيتهم إن عد بيت |
|
وطال السمك وارتفع البناء |
ومعنى (فَسَوَّاها) ، أي : عدل صورتها وهيأها.
ومعنى (وَأَغْطَشَ لَيْلَها وَأَخْرَجَ ضُحاها (٢٩)) فالإغطاش : هو الظلام.
ومعنى قوله : (وَالْجِبالَ أَرْساها (٣٢) مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ (٣٣)) هو أسكنها وأثبتها وأهدأها ، قال الشاعر :
ألقى مراسيه بتهلكة |
|
ثبتت رواسيها فما تجري |
وفي هذا الكلام تقديم وتأخير ، والتنزيل قول الله عزوجل : (أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَمَرْعاها (٣١) وَالْجِبالَ أَرْساها (٣٢) مَتاعاً لَكُمْ) فعل تمتيعا لكم ، والتأويل والمعنى : هو أخرج منها ماءها ومرعاها ، متاعا لكم والجبال أرساها ، ولكن لا يجوز أن يقرأ كتاب الله إلا على ما أنزل الله سبحانه ، وعز عن كل شأن شأنه ، لأنه لم يفعل ذلك إلا لأسباب من الصواب ، ولو لا ذلك لبين جميع الكتاب.
ومعنى قوله عزوجل : (فَإِذا جاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرى (٣٤)) يعني القيامة ، وإنما سميت طامة لعلوها ورفعتها ، وهولها عند وقعها ووثوبها بغتة وسرعتها ، وأصل الطم في الارتفاع في الهواء سريعا معا ، قال الشاعر :