(٦٨)) [آل عمران : ٦٨]. فكان محمد الوارث من إبراهيم وإسماعيل عليهماالسلام للنبوة ، وإليهعليهالسلام صار ما كان من إبراهيم وإسماعيل من الدعوة ، إذ يقولان صلوات الله عليهما : (رَبَّنا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١٢٩)) [البقرة : ١٢٩].
وأبين دليل ، وأنور تنزيل ، في وجوب الإمامة ، وما يجب منها على الأمة ، قول الله تبارك وتعالى : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً (٥٩)) [النساء : ٥٩]. فأمر تبارك وتعالى بطاعة أولي الأمر مع ما أمر به من طاعته وطاعة الرسول ، ولا يأمر تبارك وتعالى إلا بمعلوم غير مجهول ، مع ما لا أعلم فيه بين الرواة فرقة ، وما لا أحسب إلا قد رأيتها عليه متفقه ، من حديث الرسول عليهالسلام في أن (من مات لا إمام له مات ميتة جاهلية) ، (١) فكل هذا دليل على وجوب الإمامة وعقدها ، وما في ذلك للأمة بعد رسولها صلوات الله عليه من رشدها ، مع ما يجمع عليه جميع الأمم على اختلاف مللها وعقولها ، وما هي عليه من الفرقة البعيدة في
__________________
(١) رواه الإمام الهادي في الأحكام ٢ / ٤٦٦ ، والعلوي في الجامع الكافي بسنده إلى علي عليهالسلام ، ورواه الإمام أحمد بن سليمان في حقائق المعرفة / ٢٣٧. بلفظ : (من مات لا يعرف إمام عصره ، مات ميتة جاهلية). وأخرجه ابن حبان ١٠ / ٤٣٤ برقم (٤٥٧٣) بلفظ : (من مات وليس له إمام ، مات ميتة جاهلية). والحاكم في المستدرك ١ / ١٥٠ (٢٥٩) ، بلفظ : (ومن مات وليس عليه إمام جماعة ، فإن موتته موتة جاهلية). وأبو يعلى ١٣ / ٣٦٦ (٧٣٧٥) ، بلفظ : (من مات وليس عليه إمام ، مات ميتة جاهلية). والطبراني في الأوسط ١ / ١٧٥ (٢٢٧). بلفظ : (من مات ولا بيعة عليه ، مات ميتة جاهلية). وأخرجه مسلم في صحيحه برقم (٣٤٤١) ، والطبراني في الكبير ١٩ / ٣٣٤. (٧٦٩). وأحمد برقم (٥١٣٠) بلفظ : (من مات وليس في عنقه بيعة ، مات ميتة جاهلية). والطبراني أيضا ١٩ / ٣٨٨ (٩١٠). وأبو داود الطيالسي ٢٥٩ (١٩١٣). بلفظ : (من مات بغير إمام ، مات ميتة جاهلية). وفي مسند ابن الجعد ٣٣٠ (٢٢٦٦). بلفظ : (من مات وليس عليه طاعة ، مات ميتة جاهلية). وأخرجه أحمد بلفظ : (من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية). برقم (١٦٢٧١). وهو في نهج البلاغة ، الخطبة / ١٥٢. وهو في شرح نهج البلاغة ٩ / ١٥٥ ، ١٣ / ٢٤٢. وهو في الدر المنثور في تفسير قوله تعالى : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً).