[التوبة : ١١٩] ، ويقول في جدهما وأبيهما وأمهما وفيهما : (إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً (٥) عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللهِ يُفَجِّرُونَها تَفْجِيراً (٦) يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً (٧) ...) إلى قوله : (فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً) (٢٩) [الإنسان : ٥ ـ ٢٩] ، وفيهما ما يقول الرسول عليهالسلام : (كل بني أنثى ينتمون إلى أبيهم إلا ابني فاطمة فأنا أبوهما وعصبتهما) (١) ، فهما ابناه وولداه بفرض الله وحكمه ، وفي ذلك ما يقول الله تبارك وتعالى في إبراهيم صلى الله عليه : (وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسى وَهارُونَ وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (٨٤) وَزَكَرِيَّا وَيَحْيى وَعِيسى وَإِلْياسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ) (٨٥) [الأنعام : ٨٤ ـ ٨٥] ، فذكر أن عيسى من ذرية إبراهيم ، كما موسى وهارون من ذريته ، وإنما جعله الله ولده وذريته بولادة مريم ، وكان سواء عنده سبحانه في معنى الولادة ، والقرابة ولادة الابن وولادة البنت ، إذ قد أجرى موسى وعيسى مجرى واحدا من إبراهيم صلى الله عليه ، ويقول الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض) (٢) ، ويقول صلىاللهعليهوآلهوسلم : (مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق وهوى) (٣) ، ويقول صلىاللهعليهوآلهوسلم : (ما أحبنا أهل البيت أحد فزلت به قدم إلا ثبتته قدم حتى ينجيه الله يوم القيامة) (٤) ،
__________________
(١) أخرجه أحمد في فضائل الصحابة ٢ / ٢٦ (١٠٧٠) ، ورواه ابن حجر في تلخيص الحبير ٣ / ١٤٣ (١٤٧٦) ، وأبو يعلى ١٢ / ١٠٩ (٧٦٤١) ، والحاكم في المستدرك ٣ / ١٧٩ (٤٧٧٠) ، والطبراني في الكبير ٣ / ٤٤ (٢٦٣١) ، (٢٦٣٢) ، ٢٢ / ٤٢٣ (١٠٤٢) ، والقندوزي نحوه في ينابيع المودة ٢ / ٩٢ ، والكراجكيّ في كنز الفوائد ١ / ٣٣ ، والمجلسي في بحار الأنوار ٢٣ / ١٠٤ نقلا عن البشارة المصطفى ، والعمدة لابن البطريق.
(٢) سبق تخريجه.
(٣) سبق تخريجه.
(٤) أخرجه الصدوق في أماليه / ٥٨٣ (٨٥) ، والطوسي في أماليه / ١٣٢ (٥) ، وابن شهراشوب في المناقب ٣ ـ