أظلم وأبغى ، ممن تجبر وطغى ، فخص المؤمنين بغيه وطغاه ، وعمّت الأرض فتنته وبلاه؟! لا من إن عقل من يسمع نداء كتاب الله بتعريفه!! (١) وقام لله بما له عليه في ذلك من تكليفه.
وفي ذلك أيضا ما حكم الله سبحانه به في القتل على الفتنة وكبائر المظلمة ، (٢) وما أذن به تبارك وتعالى من محاربة أكلة الربا من هذه الأمة ، فقال في الفتنة : (وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللهَ بِما يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٣٩) وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَوْلاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) (٤٠) [الأنفال : ٣٩ ـ ٤٠]. والفتنة: فهي تعذيب أولياء الله بالضرب وغيره من أنواع العذاب والبلاء ، وما كانت قريش تعذب به في جاهليتها من كان فيها من البررة والأتقياء.
وقال سبحانه فيما آذن به ، أكلة الربا من حربه (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٢٧٨) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ) [البقرة: ٢٧٨ ـ ٢٧٩]. عزما منه سبحانه على حربهم بأثبت الثبوت ، وحكما لازما فيهم لكل مؤمن حتى يتوفاه الموت ، لا عذر لأحد من الخلق في تبديله ، ولا اختلاف في الحكم بين تنزيله وتأويله.
وقال سبحانه فيما أذن به من قتل المعتدين من عباده ، والساعين بالفساد في أرضه وبلاده ، والمحاربين له تبارك وتعالى ولرسوله من خلقه ، ولا محاربة له سبحانه ولا لرسوله ولا فساد أعظم من تعطيل حقه ، والإعراض عن نهيه (٣) وأمره ، وإقامة المتجبر على تجبّره (٤) : (إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ) (٣٣)
__________________
(١) في (أ) و (ج) : وتعريفه.
(٢) في (ب) و (د) : الظلمة.
(٣) في جميع المخطوطات : عن أمره ونهيه. وما أثبته اجتهاد مني.
(٤) في (أ) و (ج) : المتحير على تحيره.