في كل أمر عملهم ، فكيف يكونون مستهزئين كافرين؟! إن لم يكونوا كهم كفرة مستهزئين ، هذا ما لا يجهل ـ والحمد لله (١) ـ بيانه ، من أوضح الله عنده للحق برهانه.
ومن أين يقوم من لم يؤدّ فريضة الله في هجرة دار الظلم ، بما حكم الله به على الظالمين من الحكم ، في القتل والقتال ، وما يجب عليهم من الانكار في معصية ذي الجلال ، لذلك أعزّ عليه عزة ، ولهو فيه أكثر معجزة ، (٢) والله المستعان فيما يكون وما كان ، ونسأل الله العفو والغفران ، لما مضى من صحبتنا للظلم والطغيان ، بحلول دور أهل الفجور والعدوان.
فمن رأيتم ـ وفقتم وهديتم ـ صحب ما يكره من الأمور ويشنأ ، (٣) أو جاور منكم أو من غيركم ما لا يرضى ، وهو يجد منه بدا أو عنه مندوحة ، وله إلى هرب منه سبيلا أو طريقا مفتوحة ، أو تخشون ألا يكون من جاور ورضي بالمقام ، سخط ما يسخط الله جل ثناؤه من الظلم والآثام ، بل (٤) يخافون ألا يكون من فعل ذلك وجد مسّ عدم الاسلام (٥) ، فهو سليم لتلك ولجهله بها مما مسّ أهله (٦) لعدمه من الآلام.
فنعوذ بالله من الرضى بسخطه ، ومن كل موالاة لمسخطه ، (٧) فإنه لا نجاة لأحد مع موالاتهم ، التي منها ما ذكرنا من جوارهم ومداناتهم.
ولما (٨) أراد الله برحمته من نجاة أوليائه ، نهاهم وأكد وردد نهيهم عن موالاة أعدائه ،
__________________
(١) سقط من (أ) و (ج) : والحمد لله.
(٢) أي : عجزا.
(٣) ينشأ من الشنآن هو : البغض والقلى.
(٤) في (ب) : بل لا يخافون (زيادة).
(٥) في (أ) و (ج) : حس. والمعنى على هذا غير واضح. ولعل كلمة (عدم) زائدة. ويكون المعنى على هذا : أنه لم يجبر طعم الإسلام.
(٦) في (ب) فما. وأهله أي : أهل الإسلام.
(٧) في (ب) و (د) : موالاة لأهل عداوته وسخطه.
(٨) في (أ) : وبما.