نبين عنه بما (١) يحضرنا فيه الله من التبيين ، ونعتمد فيه على ما نزّله (٢) الله به من هذا اللسان العربي (٣) المبين ، فإن الله جعله مفتاح علمه ، ودليل من التمسه على حكمه ، فلا يفتح أبدا إلا بمفاتيحه ، ولا تكشف (٤) ظلمه إن عرضت في فهمه إلا بمصابيحه ، فعنه فاستمعوا ، وبه وفيه فانتفعوا ، واعلموا أنّا لن نضع من ذلك إلا قليلا وإن أكثرنا ، وأنّا وإن بلغنا من (٥) تفسيره كل مبلغ فلن نمسك عنه (٦) إلا وقد قصّرنا ، وإن لكل تفسير منه تفسيرا ، وإن قلّ تفسيره (٧) كثيرا ، ولكل باب منه أبواب ، وكل سبب فقد تصله الأسباب ، إلا أنا سنقول في ذلك بما يحضرنا الله فهمه ، وما نسأل الله أن يهبنا في كتابه علمه.
ونبدأ من تفسير كتاب الله بما نرجو أن يكون الله به بدأ ، من تفسير السورة التي أمر نبيّه أن يسأله فيها الهدى ، وسماها عوام هذه الأمة فاتحة الكتاب والفرقان ، وقال بعضهم : اسمها أمّ (٨) القرآن ، وذلك مما (٩) يدل من يستدل ، على أنها أول ما نزل ، لا كما يقول بعض جهلة العوامّ بغير ما دليل ولا برهان ، أن (١٠) أول ما نزل من القرآن : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١) خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ) (٢) [العلق : ١ ـ ٢].
__________________
ـ شيء كثير.
(١) في (أ) : نبين عنه بما يحضرنا الله من التبيين ، وفي (ج) : نبين عنه بما يخطرنا فيه من التبيين ، وفي (ب) و (ه) : نتبين عنه ما يحضرنا فيه الله.
(٢) في (ب) و (ج) : ما نزل.
(٣) في (أ) و (د) : العربي العزيز المبين.
(٤) في (د) : ولا يكشف ظلمة.
(٥) في (أ) : أبلغنا سقط من (أ) : من.
(٦) في (ب) : منه.
(٧) سقط من (ب) : وإن قل تفسيره. وفي (ج) : وإن أقل تفسيره كثير. وفي (ه) : وإن أقل تفسيره كثيرا.
(٨) في (ب) : أول.
(٩) في (ب) و (ه) : ما.
(١٠) في (ب) و (ه) : بأن.