وجسمه سقيم ، وقلبه سليم ، مقيم بلا التفات ، مداوم على المراقبات ، ملازم (١) للأمر ، مدمن على الزجر ، طالب للأجر ، تارك للهوى ، مقيم على الوفاء ، حريص على التقى ، مجتهد في (٢) الصفاء ، ليله قائم ، ونهاره صائم ، إلف مؤالف ، صابر عاكف ، تام الصحبة ، دائم المحبة ، مجيب ، غير مريب ، مفوض ، غير متعرض (٣) ، مطيع ، غير مريع (٤) ، طالب راهب ، مسلم مستسلم ، مقر لا منكر ، محتقر لا محتقر ، متواضع غير مستكبر ، مقبل غير مدبر.
وعلامة (٥) المستقيم أن يستقيم به كل معوج ، ويسلك به خير منهج ، ويكون عالما(٦) يهتدى به ، ودليلا يقتدى به ، ولا يكون (٧) م (مِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ) (١١) [الحج : ١١].
قال الوافد : فما وراء ذلك يرحمك الله؟
قال العالم : أما علمت أن الدنيا شدة ورخاء.
قال : بلى.
قال : فليكن حالك في الشدة كحالك في الرخاء.
قال : بيّن لي ذلك يرحمك الله؟
قال : أليس في الرخاء حساب ، والشدة ثواب؟
قال : بلى.
__________________
(١) في (ج) بدوام على. وفي (أ) و (ج) : ملازم على الأمر.
(٢) في (ج) : على.
(٣) في (ب) : معرض غير متعرض. وفي (ج) : معوض غير متعوض. ولعلهما مصحفتان. لأن المعنى أنه مفوض أمره إلى ربه غير متعرض لجدل ومسألة.
(٤) في (أ) : بديع. وفي (ج) : مذيع. والمريع : المتوقف اللابث. والمعنى أنه ممتثل غير ممتنع.
(٥) في (أ) و (ب) : علامة.
(٦) في (أ) : عليما.
(٧) في (أ) : ولا يكن.