خوف الله هواه؟ وقدم الخير لعقباه ، فدخل (١) دار السرور ، وكفاه الله (٢) كل محذور ، دار فيها الأمان ، والحور الحسان ، والأكاليل والتيجان ، والوصائف والغلمان ، والأنهار الجارية ، والأشجار الدانية ، والنعمة الوافية ، والسرر المصفوفة ، والموائد المعروفة ، والفرش المرفوعة ، (٣) والأكواب الموضوعة ، والخيام المضروبة ، والقصور المنصوبة ، تلك (٤) دار اليقين ، ومحل الصالحين ، ومأوى المؤمنين.
قال في ذلك شعرا : (٥)
تنام ولم تنم عنك المنايا |
|
تنبه للمنية يا ظلوم |
وحق الله إن الظلم شؤم |
|
وما زال المسيء هو الملوم (٦) |
إلى الديان يوم الدين نمضي |
|
وعند الله تجتمع الخصوم |
سل الأيام عن أمم تفانت |
|
فتخبرك المنازل والرسوم |
تروم الخلد في دار المنايا |
|
وكم قد رام مثلك (٧) ما تروم |
وقال في ذلك أيضا :
أعارك ما له لتقوم فيه |
|
بطاعته وتعرف فضل حقه |
فلم تشكر لنعمته ولكن |
|
قويت على معاصيه برزقه |
تبارزه بها يوما وليلا |
|
وتستحيي بها من شر خلقه |
__________________
(١) في (أ) : ودخل في.
(٢) في (ج) : وك كل.
(٣) في (ج) : المفروشة. مصحفة.
(٤) في (أ) : ذلك. وفي (ب) : هذه.
(٥) في (أ) : وقال في ذلك. وفي (ج) : وذلك شعر يقول.
(٦) في (أ) و (ب) : الظلوم.
(٧) في (أ) و (ج) : قبلك.