على نفسك مرة وترخي أخرى ، (١) ولكن أقبل إليها بعزم صحيح ، وورع شحيح ، وصبر ثخين ، وأمر (٢) متين ، حتى تمنعها عن شهواتها ، وترجعها عن شر عاداتها (٣).
ثم اجمع أطرافك إلى وسطك ـ أعني إلى قلبك ـ وهو أن تحكم القلب على الجوارح ، (٤) ولا تحكّم الجوارح على القلب ، ولا يتم لك عمل ولا يخلص لك إلا بهذه الصفة.
فالعين تغمضها عن الحرام ، فإنها جاسوس القلب ، ثم الأذنان تمنعهما أن يوعيا (٥) الشر والخنا والنمائم والكذب ، ثم اللسان خاصة ، نزهه (٦) عن الكذب والغيبة والمجادلة والفضول والمقاولة والشبهات ، فإنه معدن قرارة النفس ، وهو ترجمان القلب. ثم البطن فاحفظه لا يدخله الحرام (٧) والسحت والشبهة والشهوات ، فإن نور (٨) القلب وصفاه من طيب طعمة البدن وخبثها. (٩) وأما الفرج فما دمت حابسا لبطنك من الامتلاء والشبع ، فأنت قادر على حفظه.
__________________
(١) في (ب) : وترضى مرة.
(٢) في (أ) و (ج) : وأثر.
(٣) في (ب) : متى تمنعها عادة شهواتها.
(٤) في (أ) و (ج) : يعني القلب. وفي (أ) و (ج) : فإن القلب يحكم على الجوارح.
(٥) في (ب) : فتغمض عينيك عن الحرام والشهوات ، فإن العين جاسوس القلب ، ثم الأذنان فلا تقرع فيهما الشر.
(٦) في (ب) : يجب أن تنزهه. وفي (ج) : تنزهه.
(٧) في (ب) و (ج) : فإنها. وفي (ب) : فمهما لم ترد الترجمة عن القلب يموت بمادة البدن. لعلها زيادة.
وفي (ب) : عن الحرام. وفي (ج) : فأحفظها أن يدخلها.
(٨) في (ب) : مورد. لعلها مصحفة.
(٩) في (أ) و (ج) : طيب ذلك.