قال العالم : مثل (١) عمله كمثل الصوف المندوف ، تراه عظيما (٢) كثيرا ، فإذا وزنته وجدته قليلا ، (٣) كذلك الغافل الجاهل المتواني ، (٤) يسر بكثرة عدد أعماله ، وليس يعرف إخلاصها ، وهو يصلي ويصوم ويزكي ويحج ، ويذكر (٥) ويعبد ولا نور لعلمه ولا تزكية ، (٦) ولا إخلاص في قلبه ، وكيف ينال البركة والنور وهو غافل ساه؟! إن قام في الصلاة قام فيها بجسده ، وغفل عنها بقلبه ، (٧) وإن صام تكلم بالرفث والغيبة والكذب ، وإن زكى ماله كانت زكاته كأنها مغرم يخرجها لا تطيب بها نفسه ، (٨) وهو مع ذلك رافع رأسه ، شامخ بأنفه ، (٩) متطاول على الناس ، يتمنى على ربه الدرجات العلى ، وليس معه من الدين قطمير ، (١٠) ولا معه سكينة تمنعه من كثير ما يهوى ، ولا له قوة يكظم بها (١١) غيظه ، ولا حلم يحجزه ، ولا ورع يكفه (ويرده ، ولا له إصابة في كثير مما يدخل عليه من الشبهات) ، (١٢) ثم إذا حركته وجدته قليل العقل ، أعمى القلب ، متزينا في نفسه ، متصنعا للناس ، (١٣) يرائي بأعماله وهو لا يعلم ، (وهو متكبر في عبادته ، ويعلو على الناس وهو) (١٤) يزعم أنه مخلص ، ويزعم أنه متواضع ، ثم تراه
__________________
(١) في (ب) : مثل عمل الغافل المتواني مثل.
(٢) سقط من (أ) : عظيما.
(٣) في (ب) : وزنته لا يقوم في الوزن.
(٤) في (ب) : كذلك الجاهل الغافل يسر.
(٥) سقط من (أ) : ويزكي. وسقط من (أ) : ويذكر.
(٦) سقط من (أ) : ولا نور لعلمه ولا تزكية.
(٧) في (أ) : في قلبه بل هو ساه في صلاته ، يقوم فيها بجسده ويغفل عنها بقلبه.
(٨) في (ب) : لا تطيب نفسه بإخراجها.
(٩) سقط من (أ) : شامخ بأنفه.
(١٠) في (ب) : فإذا حركته لم تر معه من العبادة الخالصة قدر قطمير.
(١١) سقط من (أ) : بها.
(١٢) سقط من (أ) : ما بين القوسين.
(١٣) في (أ) : متصنعا يرائي الناس بأعماله. وفي (ب) مرآئي. بدل يرائي. ولفقت النص من الجميع.
(١٤) سقط من (أ) : ما بين القوسين.