ضمن به الرازق ، (١) ثق بكفاية الله واعتمد عليه ، ورد أمورك وأحوالك كلها إليه ، (٢) من لم يثق بضمان مولاه ، وكله إلى خدمة دنياه ، (٣) إن الله تعالى يقول : (وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللهِ رِزْقُها) [هود : ٦]. ما أعجب أمرك! تأمن ما دهيت ، وتحزن على ما (٤) كفيت ، ولا تشكر على ما أعطيت.
إلى كم تأسى على المفقود؟! وقد ضمن الرزق الملك المعبود ، إلى كم الحزن على القوت؟! وقد ضمن القوت الحي الذي لا يموت ، الرزق مقسوم ، وطالبه مغموم ، والحريص فيه مهموم ، (٥) ومن جعل بطاعة الله اشتغاله ، كفاه الله (٦) في الدارين أشغاله ، من وكل أموره إلى (٧) مولاه ، لم يكله إلى أحد سواه ، وأغناه وكفاه ، وأعطاه وآواه ، ومن اعتصم بالله وقاه ، ومن استعاذ به أنجاه ، (٨) ومن أمّل إفضاله ، لم يحرمه نواله ، ومن توكل على الوهاب ، لم يخضع لأبناء التراب ، من عرف الله بالصدق ، ساق إليه الرزق (٩) من أيقن أن الله هو المتفضل ، (١٠) لم يكن إلى غيره متوسل ، (١١) من علم أن الله هو الجواد ، سخا بما في يده وجاد ، من عرف أن الله هو المعطي ، لم يعصه أبدا ولا يخطي (من عرف أن الله هو الجواد ، لم يطلب من غيره المراد ، من تيقن أن الله خالق العباد
__________________
(١) في (ب) : له الرزق.
(٢) في (أ) : أمرك إليه ، وأحوالك كلها لديه.
(٣) في (أ) : بضمان الله وكله الله إلى خدمة الدنيا.
(٤) في (أ) : ما أعجل أمرك. وفي (ب) : أمورك. وفي (ب) : تأمن ما رهبت. وفي (ب) : لما كفيت.
(٥) في (ب) : مغموم ، والحريص فيه مهموم.
(٦) في (ب) : جهل بالمولى اشتغاله ، كفاه الموفى .....
(٧) في (ب) : على.
(٨) في (أ) : اعتصم به. وسقط من (ب) : ومن استعاذ به أنجاه.
(٩) في (ب) : عرف أن الله متكفل بالرزق ، ساق إليه أسباب الرزق.
(١٠) في (ب) : من أقر أن الله متفضل.
(١١) في (ب) : على غيره متوكل. ومتوسل خبر كان منصوب على لغة ربيعة.