بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد النبي الأمي وآله وسلم
قال محمد بن القاسم رحمة الله عليه :
١ ـ سألت : أبي القاسم بن إبراهيم عليهالسلام عن من نام ساجدا في صلاة نافلة قائما أو راكعا أو ساجدا أو قاعدا في نافلة أو فريضة؟
فقال : من نام في صلاته نوما كثيرا أو قليلا ، أو خفيفا أو ثقيلا ، يلتبس بعقله ويوقن به ، عاد لوضوئه وصلاته.
٢ ـ وسألته : عمن صلى أمام القبلة بصلاة الإمام؟
فقال : من فعل ذلك فليس في شيء من صلاة الإمام ، إنما يكون إماما لمن يؤمه بالاستقدام ، وأن يكون إن كان واحدا قائما على اليمين لا على اليسار ، وذكر أن الوليد بن يزيد (١) قدم المدينة وهو ولي العهد بعد هشام ، فصلى في داره وصلى أهل المدينة في المسجد بصلاته ، فأنكر الناس ذلك من فعله ، وكان الوليد يجعل على دار مروان خصيا يكبر بتكبيره الناس. وذكر أن عبد العزيز بن مروان (٢) كان يصلي بأهل الإسكندرية على ظهر المسجد ، ويصلي الناس أسفل في المسجد بصلاته ، فأنكر ذلك عليه بعض العلماء ، وقرأ : (قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ) [آل عمران : ١٣٧] ، يريد أن ذلك خلاف السنة الماضية.
وسمعته رحمة الله عليه يقول : لا بأس أن يتيمم الذي لا يجد الماء ثم يأخذ المصحف ، أو يقرأ حزبه من القرآن ، لأن الله جعل التيمم لمن لم يجد الماء طهورا في
__________________
(١) الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان أبو العباس ، ولد سنة (٨٨ ه) ، ولي الخلافة سنة (١٢٥ ه) بعد وفاة عمه هشام بن عبد الملك ، كان مشهورا بالإلحاد ، متظاهرا بالعناد ، فبويع ليزيد بن الوليد بن عبد الملك ، فنادى بخلع الوليد ، ثم قتله جماعة من أصحاب يزيد بن الوليد ونصب رأسه في الجامع الأموي بدمشق سنة (١٢٦ ه).
(٢) عبد العزيز بن مروان بن الحكم ، أمير مصر ، ولد بالمدينة وولي مصر لأبيه سنة (٦٥ ه) ، وتوفي سنة (٨٥ ه) وهو والد الخليفة عمر بن عبد العزيز العادل الزاهد.