فقال : العترة هم الولد.
٥٩ ـ وسألته : عن مرأة هلكت وتركت عبدا مدبرا ما ترى فيه ، وتركت أمتين أعتقت من ذلك ثلثهما؟
فقال : إن كان ثلثهما يحتمل عتق المدبر أعتق ، وإن لم يكن يحتمل فلا يعتق ، وقال في المعتق من الأمتين أيضا : إذا احتمل ثلثها ما أعتقت منهما عتق ما أعتقت ونفذ كلما له أوصت ، من بعد أن يخرج الدين الذي عليها إن كانت عليها ديون ، فإن الدين يخرج من قبل الثلث ومن قبل كل وصية.
٦٠ ـ وسألته : عن قول الله : (خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ) [هود : ١٠٧]؟
فقال : خبر من الله من القدرة والاقتدار على كل شيء ، وليس هو خبر أن الله مخرج من النار بعد دخولها أحدا ، ولو خرج منها خارج بعد دخولها لم يكن فيها مخلدا ، وقد قال الله في غير مكان (خالِدِينَ فِيها) (١) (وَما هُمْ مِنْها بِمُخْرَجِينَ) (٤٨) [الحجر : ٤٨].
٦١ ـ وسألته : عن قول الله تعالى : (وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها (٧) فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها) (٨) [الشمس : ٧ ـ ٨]؟
فقال : (وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها) يقول سبحانه وما قدرها ، وما هاهنا من تسوية التقدير ، وحكمة التدبير ، الذي لا يكون إلا بالله ، ولا يوجد إلا من الله ، وقد قال بعض المفسرين (وَما سَوَّاها) هو ومن سواها ، (٢) (فَأَلْهَمَها) هو عرّفها تعريفا بيّنا ليس
__________________
(١) ذكرت في القرآن اثني عشرة مرة بهذا اللفظ.
(٢) قال الزمخشري عند تفسير الآية : ولا وجه أن تكون موصولة ، وإنما أوثرت على من لإرادة معنى الوصفية كأنه قيل : والسماء والقادر العظيم الذي بناها ، ونفس والحكيم الباهر الحكمة الذي سوّاها. الكشاف ٤ / ٢٥٨.
وقال الطبرسي : وقيل : إن ما في هذه المواضع بمعنى (من) ، أي : والذي بناها ، ويحكى عن أهل الحجاز أنهم يقولون إذا سمعوا صوت الرعد : سبحان ما سبحت له. أي : سبحان الذي سبحت له ، ومن سبحت له. مجمع البيان ٦ / ١٥١.