فقال : ادعت فاطمة أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهب فدكا لها في حياته ، وشهد لها به مؤمنان علي وأم أيمن.
١٧٩ ـ وسألته : عن معنى خصومة علي والعباس إلى أبي بكر ثم إلى عمر فيما قد روي عنهما (١)؟
فقال : ليس هذا بشيء ولا يصح ولا يلتفت إليه ، قد كان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم دفع إلى علي بغلته وفرسه ورمحه ودرعه وعمامته.
١٨٠ ـ وسألته : هل كان أبو بكر وعمر في بعث أسامة بن زيد وكيف هذا (٢)؟
فقال : قد كانا جميعا في جيشه وبعثه.
١٨١ ـ وسألته : كيف كان يأتي الوحي إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم؟
فقال : كان إذا نظر إلى جبريل في أول نظرة يصيبه ما يصيبه ، فأما الوحي من القرآن فإنما يقرأه (٣) عليه ، فيأخذه من فيه لأن الله يقول : (سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى) (٦) [الأعلى: ٦] ، وقال : (يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ) (١) ، أي : كريما شريفا.
١٨٢ ـ وسألته : ما ترى في شهادة أهل الخلاف وذبائحهم من المرجئة والمشبهة ، والفساق وشربة الخمور ، وفي أسواق العامة؟
فقال : أما ذبائح أهل الملة كلهم فتؤكل ، إلا من كان لا ينفي عن الله التشبيه ، فإني لا أحب أن تؤكل ذبيحته ، وشهاداتهم إذا كانوا أهل ورع وأمانة ، وإن كانوا أهل الخلاف فيجوز ، إلا أنه قد ذكر أن الخطابية هم صنف من الروافض يتقارضون الشهادة فيما بينهم (٤) ، فإن كانوا كما يذكر عنهم ، فلا تجوز شهادتهم ولا نعمة عين.
__________________
ـ فتوح البلدان / ٣٤ ٣٥.
(١) أخرج القصة المزعومة ، البخاري ٦ / ٢٤٧٤ (٦٣٤٧) ، وأحمد ١ / ٦٠ (٤٢٥).
(٢) أجمع أهل السير والأخبار على أن أبا بكر وعمر كانا في جيش أسامة. راجع طبقات ابن سعد ، تاريخي الطبري ، وابن الأثير ، وسيرة دحلان ، والحلبية عند ذكر سرية أسامة.
(٣) في المخطوط : يقرأوه. ولعلها مصحفة.
(٤) الخطابية : جماعة تنسب إلى أبي الخطاب محمد بن أبي زينب الأجدع الأسدي ، وكان يدعي أن جعفر ـ