وقال صلى الله عليه : (إن سركم أن تزكو صلاتكم فقدموا خياركم) (١) ، وقالصلىاللهعليهوآلهوسلم : (صلاتكم صلاة إمامكم ، إن صلى قاعدا فصلوا قعودا ، وإن صلى قائما فصلوا قياما) (٢) ، وإذا لم يقبل صلاة الإمام لم يقبل صلاة من خلفه ، وإنما يقبل صلاة من اتقاه وخافه ، والتقوى هي الإيمان ، والبر والإحسان ، ولا يثبت الإيمان بحكمه ولا باسمه ، إلا لمن عرف به ، والمعرفة بذلك فلا تكون إلا بأحد الوجوه الثلاثة ، إما بعيان لذلك ومشاهدة ، وإما بأخبار متواترة مترافدة (٣) ، وإما بخبر من ذي ديانة ، وثقة وطهارة وأمانة ، فمن لم يكن معرفة إيمانه بأحد هذه الوجوه الثلاثة الموصوفة ، لم يكن حقيقة إيمانه أبدا عند أحد بمعلومة ولا معروفة (٤).
٢٢١ ـ سئل : لأي معنى كره حف الشوارب؟
فقال : لما جاء في ذلك عندنا من الأثر ، ولما فيه من تسوية البشر ، ولكن يؤخذ أخذا وسطا ، لا مقصرا ولا مفرطا ، ففيه إن شاء الله ما كفى وأغنى (٥).
٢٢٢ ـ وسألته : عن معنى : لا حول ولا قوة إلا بالله؟
فقال : لا حول : لا زوال (٦) ولا انتقال ، ولا قوة يريد لا احتيال إلا بالله وبقوته ، لمن قوي أو حال في كل شيء من علمه ، فكل ما كان فيه من قوة لذلك أو غلبة ، فبالله سبحانه كانت.
__________________
(١) أخرجه الحاكم ٣ / ٢٤٦ (٤٩٨١) ، والبيهقي في السنن الكبرى ٣ / ٩٠ (٤٩١٢) ، والطبراني في الكبير ٢٠ / ٣٢٨ (٧٧٧) ، والدار قطني في السنن ١ / ٣٤٦ (١١) ، ٢ / ٨٧ (١٠) ، وابن الجارود في الآحاد والمثاني ١ / ٢٤٤ (٣١٧) ، وابن عدي في الكامل ٣ / ٤١ (٦٠٠) ، وأخرج نحوه السيد أبو طالب في أماليه / ١٦٩.
(٢) أخرجه البخاري ١ / ٢٤٤ (٦٥٧) ، ومسلم ١ / ٣٠٨ (٤١١) ، وأبو داود ١ / ١٦٤ (٦٠١) ، والنسائي في المجتبى ٢ / ٨٣ (٧٩٤) ، وابن ماجة ١ / ٣٩٢ (١٢٣٨) ، ومالك ١ / ١٣٥ (٣٠٤) ، والدارمي ١ / ٣١٩ (١٢٥٦) ، وأحمد ٣ / ١١٠ (١٢٠٩٥) ، وغيرهم.
(٣) في المخطوط : مترادفة. ولعل الصواب ما أثبت ، لتوافق السجعتين.
(٤) هذا الجواب قد تكرر بدون السؤال ، إلا أنه ورد بزيادة الحديث (إن سركم ....) إلخ.
(٥) روى الناصر عليهالسلام أن الإمام القاسم بن إبراهيم : أنه لم يكن يحلق شاربه. الإفادة / ١٢٠.
(٦) في المخطوط : ولا. الواو زائد ، لأن لا زوال تفسير ل (لا حول).