ذلك فأنا مؤمن مستحق للجنة.
قال القاسم عليهالسلام : حدثنا محمد بن منصور ، قال : حدثنا إسماعيل بن صهران ، عن سليمان بن جعفر ، عن القاسم بن فضيل ، عن أبيه ، عن جعفر ، قال : (خرج رسول اللهصلىاللهعليهوسلم في بعض غزواته فبينما هو يسير إذ استقبله قوم فقال : من القوم؟ فقالوا : مؤمنون(١) يا رسول الله. قال : وما حقيقة إيمانكم؟ قالوا : الصبر عند البلاء ، والشكر عند الرخاء ، والرضا بالقضاء. قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : حلماء علماء كادوا من الفقه أن يكونوا أنبياء ، إن كنتم صادقين فلا تبنوا ما لا تسكنون ولا تجمعوا ما لا تأكلون ، واتقوا الله الذي إليه ترجعون) (٢).
وأما من قال : أنا مؤمن حقا فشرطها شديد. روي عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه : (لقي رجلا فقال : كيف أصبحت يا حار؟ فقال : أصبحت مؤمنا حقا يا رسول الله. فقال رسول اللهصلىاللهعليهوآله : إن لكل إيمان حقيقة ، فما حقيقة إيمانك؟ فقال : عزفت نفسي عن الدنيا ، فأظمأت نهاري ، وأسهرت ليلي ، وكأني بعرش ربي بارزا ، وكأني بأهل الجنة في الجنة يتزاورون ، وكأنني بأهل النار في النار يعذبون ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : عرفت يا حار فالزم) (٣).
٣٠٥ ـ وسألت : عن الإسلام؟
والإسلام : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله صلىاللهعليهوآله ، والإقرار بما جاء من عند الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم شهر رمضان ، وحج البيت من استطاع إليه سبيلا ، وولاية علي بن أبي طالب صلى الله عليه ، والبراءة من عدوه ، والعمل بما دل القرآن على حلاله وحرامه كما الإسلام والإيمان ، ومن لم يعتقد بعد النبي صلىاللهعليهوآله إمامة علي بن أبي طالب لم يقبل الله له صلاة ولا زكاة ولا حجا ولا صوما ولا شيئا من أعمال البر ، ثم من بعده الحسن والحسين ، ومن لم
__________________
(١) في المخطوط : مؤمنين.
(٢) أخرجه الإمام أبو طالب في الأمالي / ١٢٩.
(٣) أخرجه الطبراني في الكبير ٣ / ٢٦٦ (٣٣٦٧) ، والقضاعي في مسند الشهاب ٢ / ١٢٧ (١٠٢٨) ، وعبد بن حميد في المسند / ١٦٥ (٤٤٥) ، بلفظ : يا حارث ... النار يتضاغون فيها.