( يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ ) (١) فإذا فعلوا ذلك ختم على ألسنتهم وينطق جوارحهم بما كانوا يكسبون ». (٢)
وروى أيضاً : ( حَتَّىٰ إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ). (٣)
فانّها نزلت في قوم تعرض عليهم أعمالهم فينكرونها ، فيقولون : ما عملنا منها شيئاً ، فيشهد عليهم الملائكة الذين كتبوا عليهم أعمالهم.
فقال الصادق عليهالسلام : « فيقولون لله : يا ربّ هؤلاء ملائكتك يشهدون لك ، ثمّ يحلفون بالله ما فعلوا من ذلك شيئاً ، وهو قول الله : ( يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ ) (٤) وهم الذين غصبوا أمير المؤمنين ، فعند ذلك يختم الله على ألسنتهم وينطق جوارحهم ، فيشهد السمع بما سمع ممّا حرّم الله ، ويشهد البصر بما نظر به إلى ما حرّم الله ، وتشهد اليدان بما أخذتا ، وتشهد الرجلان بما سعتا ممّا حرم الله ، وتشهد الفرج بما ارتكب ممّا حرّم الله ، ثمّ أنطق الله ألسنتهم فيقولون هم لجلودهم : ( لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا ) فيقولون : ( أَنطَقَنَا اللهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ ) (٥) أي من الله ( أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ ) والجلود الفروج ( وَلَٰكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللهَ لا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ ). (٦)
__________________
١. المجادلة : ١٨.
٢. بحار الأنوار : ٧ / ٣١٢ ، الباب ١٦ من كتاب العدل والمعاد ، الحديث ٣.
٣. فصلت : ٢٠ ـ ٢١.
٤. المجادلة : ١٨.
٥. فصلت : ٢١ ـ ٢٢.
٦. بحار الأنوار : ٧ / ٣١٢ ، الباب ١٦ من كتاب العدل والمعاد ، الحديث ٤.