ورجل فرغ أى فارغ ، كفره وفاره ، وفاكه [وفكه] ، ومنه قراءة أبى الهذيل : (وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً)(١). وقرأ الخليل (فُرُغا) بضمّتين بمعنى مفرّغ ، كذلل بمعنى مذلّل. وقوله تعالى : (وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً) أى خاليا من الصبر ، ومنه يقال : أنا فارغ. وقيل : خاليا من كلّ شىء غير ذكر موسى. وقيل : من الاهتمام به لأنّ الله تعالى وعدها أن يردّه إليها بقوله عزوجل : (إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ)(٢).
والفراغ فى اللغة على وجهين : الفراغ من الشغل معروف ، والآخر : القصد للشيء ، (والله تعالى لا يشغله شيء عن شىء) (٣) ، ومنه (٤) قيل فى قوله تعالى : (سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ). ويقال أيضا فرغ إليه. قال جرير :
ألان وقد فرغت إلى نمير |
|
فهذا حين كنت لهم عقابا |
وقال جرير أيضا يردّ على البعيث ويهجو الفرزدق :
ولمّا اتقى القين العراقىّ باسته |
|
فرغت إلى القين المقيّد بالحجل (٥) |
وتفرّغ : تخلّى من الشغل. ومنه الحديث : «تفرّغوا من هموم الدنيا ما استطعتم». وتفريغ الظّروف : إخلاؤها.
وقرأ الحسن البصرىّ وأبو رجاء والنخعىّ وعمران بن جرير : (حتى إذا فرغ عن قلوبهم) (٦).
وأفرغ الدلو : صبّ ما فيه ، ومنه استعير : (أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً)(٧).
__________________
(١) الآية ١٠ سورة القصص. وقراءة الجمهور (فارِغاً). هذا وفى الأصلين : «فارِغاً» وما أثبت من التاج ، ويوجبه السياق.
(٢) الآية ٧ سورة القصص
(٣) الأولى تأخير هذه الجملة عن الآية الآتية كما فعل صاحب التاج
(٤) كذا. والأولى : «به»
(٥) القين : الحداد. والحجل : القيد
(٦) الآية ٢٣ سورة سبأ. وقراءة الجمهور : «فُزِّعَ»
(٧) الآية ٢٥٠ سورة البقرة ، والآية ١٢٦ سورة الأعراف