فأمّا أوجهها باعتبار ما قبلها :
فأحدها : أن يكون نعتا لنكرة أو معرفة ، فيدلّ على كماله ؛ ويجب إضافته إلى اسم ظاهر يماثله لفظا ومعنى ، نحو : أطعمنا شاة كلّ شاة ، وقوله :
وإن الذى حانت بفلج دماؤهم |
|
هم القوم كلّ القوم يا أمّ خالد (١) |
والثانى : أن يكون توكيدا لمعرفة ، وفائدته العموم ، ويجب إضافتها إلى اسم مضمر راجع إلى المؤكّد ، نحو قوله تعالى : (فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ)(٢) وقد يخلفه الظاهر ، كقوله :
كم قد ذكرتك لو أجزى بذكركم |
|
يا أشبه الناس كلّ الناس بالقمر (٣) |
وأجاز الفراء والزمخشرىّ أن تقطع كلّ المؤكّد بها عن الإضافة لفظا ؛ تمسّكا بقراءة بعضهم : (إنا كلا فيها) (٤).
والثالث : ألّا تكون تابعة بل تالية للعوامل ، فتقع (٥) مضافة إلى الظاهر ، نحو : (كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ)(٦) ؛ وغير مضافة نحو : (وَكُلًّا ضَرَبْنا لَهُ الْأَمْثالَ)(٧).
وأمّا أوجهها باعتبار ما بعدها فثلاثة.
الأول : أن تضاف إلى ظاهر ؛ وحكمها أن يعمل فيها جميع العوامل نحو : أكرمت كلّ بنى تميم.
__________________
(١) من شعر للاشهب بن رميلة. وانظر الخزانة ٢ / ٥٠٧
(٢) الآية ٣٠ سورة الحجر ، والآية ٧٣ سورة ص
(٣) لكثير كما فى شواهد العينى على هامش الخزانة ٤ / ٨٨
(٤) الآية ٤٨ سورة غافر. وقراءة الجمهور برفع «كل»
(٥) فى الأصلين : «فيتبع» والظاهر ما أثبت
(٦) الآية ٣٨ سورة المدثر
(٧) الآية ٣٩ سورة الفرقان