إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه |
|
فكلّ رداء يرتديه جميل |
وإن كانت مضافة إلى معرفة فقالوا : يجوز مراعاة لفظها ، ومراعاة معناها ، نحو : كلّهم قائمون أو قائم. وقد اجتمعا فى قوله تعالى : (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمنِ عَبْداً لَقَدْ أَحْصاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَرْداً)(١). قال ابن هشام (٢) : الصواب أن الضمير لا يعود إليها من خبرها إلّا مفردا مذكرا على لفظها ، نحو : (وَكُلُّهُمْ آتِيهِ) الآية. وقوله تعالى فيما يرويه عنه نبيّه صلىاللهعليهوسلم : «يا عبادى / كلكم جائع إلّا من أطعمته» الحديث بطوله ، وقوله صلىاللهعليهوسلم : «كلّ الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها» ، «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيّته (٣)» ، «وكلّنا لك عبد (٤)» ، (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً)(٥).
وإن قطعت عن الإضافة لفظا فالمقدّر قد يكون مفردا نكرة فيجب الإفراد ، ويكون جمعا معرّفا فيجب الجمع ؛ تنبيها على حال المحذوف فيهما. فالأول نحو : (كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ)(٦) ، (كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ)(٧) ، (كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ)(٨) ، إذ التقدير كلّ أحد. والثانى : (كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ)(٩) ، (كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ)(١٠) ، (وَكُلٌّ أَتَوْهُ داخِرِينَ)(١١) ، (وَكُلٌّ كانُوا ظالِمِينَ)(١٢).
__________________
(١) الآيات ٩٣ ـ ٩٥ سورة مريم
(٢) انظر مبحث كل فى المغنى
(٣) هذا غير الحديث السابق
(٤) هذا من حديث القنوت.
(٥) الآية ٣٦ سورة الاسراء
(٦) الآية ٨٤ سورة الاسراء
(٧) الآية ٢٨٥ سورة البقرة
(٨) الآية ٤١ سورة النور
(٩) الآية ١١٦ سورة البقرة ، والآية ٢٦ سورة الروم
(١٠) الآية ٣٣ سورة الأنبياء
(١١) الآية ٨٧ سورة النمل
(١٢) الآية ٥٤ سورة الأنفال