وقال الأزهرىّ : الأقرب عندى أنهم يسمّون عربا باسم بلدهم العربات. وقال إسحاق بن الفرج : عربة باحة العرب ، وباحة (١) دار أبى الفصاحة إسماعيل بن إبراهيم صلوات الله عليهما ، قال : وفيها يقول قائلهم (٢) :
وعربة أرض ما يحلّ حرامها |
|
من الناس إلّا اللوذعى الحلاحل |
يعنى النبىّ صلىاللهعليهوسلم «أحلّت لنا مكّة ساعة من نهار ثم هى حرام إلى يوم القيامة (٣)». قال : واضطرّ الشّاعر إلى تسكين الراء من عربة فسكّنها. وأنشد قول الشاعر :
ورجّت باحة العربات رجّا |
|
ترقرق فى مناكبها الدّماء |
قال : وأقامت قريش بعربة فتنخت (٤) بها. وانتشر سائر العرب فى جزيرتها فنسبوا كلّهم إلى عربة ؛ لأن أباهم إسماعيل ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ بها نشأ ، وربل (٥) أولاده فيها فكثروا ، فلمّا لم تحملهم البلاد انتشروا ، وأقامت قريش بها.
وقال ابن عبّاس رضى الله عنهما فى قوله تعالى : (فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدالَ فِي الْحَجِّ)(٦) : هو العرابة فى كلام العرب. والعرابة كأنّها اسم من التعريب وهو ما قبح من الكلام. وفى حديث عطاء : لا تحلّ العرابة للمحرم ، ويروى أنّه كره الإعراب للمحرم ، وهو بمعنى العرابة.
__________________
(١) الباحة : الساحة.
(٢) فى معجم البلدان أنه أبو طالب عم النبى صلىاللهعليهوسلم
(٣) هذا لفظ الحديث عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم. وقد جاء معناه فى حديث أخرجه الشيخان وغيرهما جاء فى تيسير الوصول فى باب الفضائل
(٤) أى أقامت
(٥) أى كثروا أو كثر أموالهم وأولادهم
(٦) الآية ١٩٧ سورة البقرة