واللبس أيضا : اختلاط الكلام. وفى الامر لبسة ـ بالضم ـ أى شبهة وليس بواضح. والتلبيس : التخليط ، قال الأشعر الجعفىّ :
وكتيبة لبّستها بكتيبة |
|
فيها السنوّر والمغافر والقنا (١) |
وتلبّس بالأمر وبالثوب ، قال :
تلبّس حبّها بدمى ولحمى |
|
تلبّس عصبة بفروع ضال (٢) |
وقال آخر :
تلبّس لباس الرضا بالقضاء |
|
وخلّ الأمور لمن يملك |
تقدّر أنت وجارى القضا |
|
ء مما تقدّره يضحك |
وقوله تعالى جلّ شأنه : (أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ)(٣) فيه تنبيه على أن جلّ المقصود من اللباس ستر العورة ، وما زاد فتحسّن وتزيّن ، إلّا ما كان لدفع حرّ وبرد ، قال الشاعر :
إن العيون رمتك إذ فاجأتها |
|
وعليك من شهر الثياب لباس |
أمّا الطعام فكل لنفسك ما اشتهت |
|
واجعل ثيابك ما اشتهاه النّاس |
وفى بعض الآثار : من ترك اللباس وهو يقدر عليه خيّره الله يوم القيامة بين حلل الإيمان يلبس أيّها شاء.
__________________
(١) الستور : لبوس من جلد كالدرع ، وحجلة السلاح. والمغافر : جمع المغفر ، وهو زرد كالدرع يلبس تحت القلنسوة. والقنا : الرماح.
(٢) العصبة : شجرة تلتوى على الشجر وتكون بينها ، ولها ورق ضعيف ، وقد تفسر باللبلاب. والضال : شجر السدر البرى. والسدر : شجر النبق
(٣) الآية ٢٦ سورة الأعراف