بالنّوافل بعد الفرائض. واللدنّىّ الشيطانىّ هو ثمرة الإعراض عن الوحى بحكم الهوى. والله المستعان.
والعلم ـ بالتحريك ـ ، الأثر الذى يعلم به الشىء كعلم الطّريق ، وعلم الجيش. وسمّى الجبل علما لذلك. وقرئ : (وإنه لَعَلَم للساعة) (١).
والعالم : اسم للفلك وما يحويه من الجواهر والأعراض. وهو فى الأصل اسم لما يعلم به كالخاتم لما يختم به. فالعالم آلة فى الدّلالة على موجده وخالقه ، ولهذا أحالنا عليه فى معرفة وحدانيّته فقال : (أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ)(٢).
وأمّا جمعه فلأن كلّ نوع من هذه الموجودات قد يسمّى عالما. فيقال : عالم الإنسان ، وعالم النار. وقد روى : إنّ لله بضعة عشر ألف عالم. وأما جمعه جمع السّلامة فلكون النّاس فى جملتهم. وقيل : إنّما جمع به هذا الجمع لأنه عنى به أصناف الخلائق من الملائكة والجنّ والإنس دون غيرها ، روى هذا عن ابن عبّاس رضى الله عنهما. وقال جعفر بن محمّد الصّادق : عنى به النّاس ، وجعل كلّ واحد منهم عالما. وقال : العالم عالمان : / الكبير وهو الفلك بما فيه ، والصّغير وهو الإنسان لأنّه على هيئة العالم الكبير ، وفيه كلّ ما فيه ، وقوله : (وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ)(٣) أى عالمى زمانهم. وقيل : أراد فضلاء زمانهم الذين يجرى كلّ واحد منهم مجرى عالم.
__________________
(١) الآية ٦١ سورة الزخرف. وهذه القراءة هى قراءة الأعمش كما فى الاتحاف. وقراءة الجمهور : «لَعِلْمٌ» بكسر العين وسكون اللام
(٢) الآية ١٨٥ سورة الأعراف
(٣) الآية ١٢٢ سورة البقرة