مَرْيَمَ وَما أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلهاً واحِداً لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (٣١) يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ (٣٢) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)(٣٣)
أخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : أتى رسول الله صلىاللهعليهوسلم سلام بن مشكم ، ونعمان بن أوفى. وشاس بن قيس ، ومالك بن الصيف فقالوا : كيف نتبعك ـ يا محمد ـ وقد تركت قبلتنا ، وأنت لا تزعم أن عزيرا ابن الله ، فأنزل الله في ذلك : (وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ ، وَقالَتِ النَّصارى الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ ..) الآية (١).
و «عزير» كاهن يهودي سكن بابل سنة ٤٥٧ ق م تقريبا ، ومن أعماله أنه جمع أسفار التوراة ؛ وأدخل الأحرف الكلدانية عوضا عن العبرانية القديمة ، وألف أسفار : الأيام ، وعزرا ، ونحميا.
وقد قدسه اليهود من أجل نشره لكثير من علوم الشريعة ، وأطلقوا عليه لقب «ابن الله».
قال البيضاوي : وإنما قالوا ذلك ـ أى : عزير ابن الله ـ لأنه لم يبق فيهم بعد وقعة «بختنصر» ـ سنة ٥٨٦ ق م ه من يحفظ التوراة. وهو لما أحياه الله بعد مائة عام أملى عليهم التوراة حفظا فتعجبوا من ذلك وقالوا : ما هذا إلا لأنه ابن الله» (٢).
وقال صاحب المنار ما ملخصه : جاء في دائرة المعارف اليهودية الإنكليزية ـ طبعة ١٩٠٣ ـ أن عصر عزرا هو ربيع التاريخ الملي لليهودية الذي تفتحت فيه أزهاره ، وعبق شذا
__________________
(١) تفسير ابن جرير ج ١٠ ص ١١٠.
(٢) تفسير البيضاوي ص ٢٢٣.