وجلّ ـ لموسى عليهالسلام : ابرد هذا العجل الذهب ، بالحديد بردا ، ثمّ ذرّه في البحر ، فمن شرب ماءه اسودّت شفتاه وأنفه وبان ذنبه ، ففعل ، فبان العابدون للعجل. وأمر الله تعالى اثني عشر ألفا أن يخرجوا على الباقين شاهرين السيوف يقتلونهم ، ونادى مناديه ألا لعن الله أحدا اتّقاهم بيد أو رجل ولعن الله من تأمّل المقتول لعلّه تبيّنه حميما أو قريبا فيتوقّاه ويتعدّاه إلى الأجنبي ، فاستسلم المقتولون ، فقال القاتلون : نحن أعظم مصيبة منهم ، نقتل بأيدينا آباءنا وأبناءنا وإخواننا وقراباتنا ، ونحن لم نعبد ، فقد ساوى بيننا وبينهم في المصيبة.
فأوحى الله تعالى إلى موسى ، يا موسى إنّي إنّما امتحنتهم بذلك لأنّهم ما اعتزلوهم لما عبدوا العجل ولم يهجروهم ولم يعادوهم على ذلك» (١).
[٢ / ١٩٣٢] وفي التفسير المنسوب إلى عليّ بن إبراهيم : قال : إنّ موسى عليهالسلام لمّا خرج إلى الميقات ورجع إلى قومه وقد عبدوا العجل ، قال لهم موسى : (يا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلى بارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بارِئِكُمْ ،) فقالوا : وكيف نقتل أنفسنا؟ فقال لهم موسى : اغدوا كلّ واحد منكم إلى بيت المقدس ومعه سكّين أو حديدة أو سيف ، فإذا صعدت أنا منبر بني إسرائيل فكونوا أنتم متلثّمين لا يعرف أحد صاحبه ، فاقتلوا بعضكم بعضا. فاجتمع سبعون ألف رجل ممّن كانوا عبدوا العجل إلى بيت المقدس ، فلمّا صلّى بهم موسى وصعد المنبر ، أقبل بعضهم يقتل بعضا حتّى نزل جبرائيل ، فقال : قل لهم يا موسى : ارفعوا القتل ، فقد تاب الله عليكم ، فقتل منهم عشرة آلاف وأنزل الله : (ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بارِئِكُمْ فَتابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)(٢).
وفي هذين الحديثين زيادة غرابة من وجوه : جاء في الحديث الأوّل : أنّ الله أنطق العجل لموسى. وأنّ القوم شربوا من ماء البحر وفيه برادة العجل فافتضحوا ..
وفي الحديث الثاني : أنّ موسى أمرهم أن يغدوا إلى بيت المقدس ليصعد هو المنبر. في حين أنّ موسى لم يدخل القدس.
وغير ذلك من غرائب قد يغفل عنها الكذوب!
__________________
(١) تفسير الإمام : ٢٥٤ / ١٢٤.
(٢) القمي ١ : ٤٧.