لأقيم عليكم الحجّة من الله ما لا يمكنكم الدفاع ولا تطيقون الامتناع» (١).
[٢ / ٢٤٢٢] وقال مقاتل بن سليمان في قوله : (فَهِيَ كَالْحِجارَةِ) : فشبّه قلوبهم حين لم تلن بالحجارة في الشدّة ، ثمّ عذّر الحجارة وعاب قلوبهم ، فقال : فهي كالحجارة في القسوة (أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً) ثمّ قال : (وَإِنَّ مِنَ الْحِجارَةِ) ما هي ألين من قلوبهم فمنها (لَما يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهارُ وَإِنَّ مِنْها لَما) يعني ما (يَشَّقَّقُ) يعني يتصدّع (فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْماءُ وَإِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ) يقول من بعض الحجارة الذي يهبط من أعلاه فهؤلاء جميعا (مِنْ خَشْيَةِ اللهِ) يفعلون ذلك ، وبنو إسرائيل لا يخشون الله ولا ترقّ قلوبهم ، كفعل الحجارة ولا يقبلون إلى طاعة ربّهم. ثمّ وعدهم فقال ـ عزوجل ـ : (وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) من المعاصي (٢).
[٢ / ٢٤٢٣] وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عبّاس في قوله : (وَإِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ) قال : إنّ الحجر ليقع على الأرض ، ولو اجتمع عليه فئام من الناس ما استطاعوه ، وإنّه ليهبط من خشية الله (٣).
[٢ / ٢٤٢٤] وروى الصدوق بإسناده إلى الأصبغ بن نباتة قال : قال أمير المؤمنين عليهالسلام : «ما جفّت الدموع إلّا لقسوة القلوب ، وما قست القلوب إلّا لكثرة الذنوب» (٤).
[٢ / ٢٤٢٥] وروى الكليني بإسناده إلى عمرو بن عثمان عن عليّ بن عيسى رفعه قال : فيما ناجى الله ـ عزوجل ـ به موسى عليهالسلام : يا موسى لا تطوّل في الدنيا أملك فيقسو قلبك ، والقاسي القلب منّي بعيد (٥).
__________________
(١) تفسير الإمام : ٢٨٣ ـ ٢٨٦. وأخرجه القطب الراوندي في الخرائج والجرائح (٢ : ٥١٩ / ٢٨) في أعلام النبوّة. والبحار ٩ : ٣١٢ و ١٧ : ٣٣٥. ومع تصرّف يسير في بعض العبائر.
(٢) تفسير مقاتل ١ : ١١٦.
(٣) الدرّ ١ : ١٩٨ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ١٤٧ / ٧٦٢.
(٤) نور الثقلين ١ : ٩٢ ؛ العلل ١ : ٨١ / ١ ، باب ٧٤ ؛ البحار ٦٧ : ٥٥ / ٢٤ ، باب ٤٤ ؛ كنز الدقائق ٢ : ٥٥.
(٥) نور الثقلين ١ : ٩٢ ؛ الكافي ٢ : ٣٢٩ / ١ ، كتاب الإيمان والكفر ، باب القسوة ؛ البحار ٧٠ : ٣٩٨ / ٣ ، باب ١٤٥ ؛ كنز الدقائق ٢ : ٥٥.