قال : ويل واد في جهنّم ، فإنّه لم يرد أنّ ويلا في اللّغة هو موضوع لهذا ، وإنّما أراد : من قال الله تعالى ذلك فيه فقد استحقّ مقرّا من النار وثبت ذلك له (١).
[٢ / ٢٤٨١] روى ابن جرير وابن أبي حاتم بالإسناد إلى أبي العالية في قوله تعالى : (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هذا مِنْ عِنْدِ اللهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً) قال : عمدوا إلى ما أنزل الله في كتابهم من نعت محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فحرّفوه عن مواضعه يبتغون بذلك عرضا من عرض الدنيا ، فقال : (فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ)(٢).
[٢ / ٢٤٨٢] وأخرج ابن جرير عن ابن عبّاس في قوله تعالى : (لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً) قال : عرضا من عرض الدنيا (وَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ) يقول : ممّا يأكلون به الناس السفلة وغيرهم (٣).
[٢ / ٢٤٨٣] وقال مقاتل بن سليمان : (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ) سوى نعت محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم وذلك أنّ رؤوس اليهود بالمدينة محوا نعت محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم من التوراة وكتبوا سوى نعته وقالوا لليهود سوى نعت محمّد (ثُمَّ يَقُولُونَ هذا) النعت (مِنْ عِنْدِ اللهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً) يعني عرضا يسيرا ممّا يعطيهم سفلة اليهود كلّ سنة من زروعهم وثمارهم ، يقول (فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ) يعنى في التوراة من تغيير نعت محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم (وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ) من تلك المآكل على التكذيب بمحمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ولو تابعوا محمّدا عليهالسلام إذا لحبست عنهم تلك المآكل (٤).
[٢ / ٢٤٨٤] وأخرج البيهقي في الدلائل عن ابن عبّاس قال : وصف الله محمّدا صلىاللهعليهوآلهوسلم في التوراة ، فلمّا قدم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حسده أحبار اليهود فغيّروا صفته في كتابهم ، وقالوا : لا نجد نعته عندنا ، وقالوا للسفلة : ليس هذا نعت النبيّ الذي يحرّم كذا وكذا كما كتبوه ، وغيّروا نعت هذا كذا كما وصف فلبّسوا على الناس ، وإنّما فعلوا ذلك لأنّ الأحبار كانت لهم مأكلة يطعمهم إيّاها السفلة لقيامهم على التوراة ، فخافوا أن تؤمن السفلة فتنقطع تلك المأكلة (٥).
[٢ / ٢٤٨٥] وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عبّاس في قوله (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ ...) الآية. قال : هم أحبار اليهود ، وجدوا صفة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم مكتوبة في التوراة أكحل ، أعين ، ربعة ، جعد الشعر ،
__________________
(١) مفردات الراغب : ٥٣٥.
(٢) الطبري ١ : ٥٣٦ / ١١٥٠ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ١٥٥ / ٨١١.
(٣) الدرّ ١ : ٢٠٣ ؛ الطبري ١ : ٥٣٥ و ٥٣٧ / ١١٤٦ و ١١٥٤.
(٤) تفسير مقاتل ١ : ١١٨ ـ ١١٩.
(٥) الدرّ ١ : ٢٠٢.