عَهْداً) أي موثقا من الله بذلك أنّه كما تقولون (١).
[٢ / ٢٤٩٥] وأخرج ابن جرير عن ابن عبّاس قال : لمّا قالت اليهود ما قالت ، قال الله لمحمّد : (قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللهِ عَهْداً) يقول : أدّخرتم عند الله عهدا. يقول : أقلتم : لا إله إلّا الله ، لم تشركوا ولم تكفروا به؟ فإن كنتم قلتموها فارجوا بها ، وإن كنتم لم تقولوها فلم تقولون على الله ما لا تعلمون (٢).
[٢ / ٢٤٩٦] وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله تعالى : (قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللهِ عَهْداً؟!) قال : أي هل عندكم من الله من عهد أنّه ليس معذّبكم؟ أم هل أرضيتم الله بأعمالكم فعملتم بما افترض عليكم وعهد إليكم فلن يخلف الله عهده؟ (أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ)؟. (٣)
[٢ / ٢٤٩٧] وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله : (قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللهِ) قال : بفراكم (٤) وبزعمكم أنّ النار ليس تمسّكم إلّا أيّاما معدودة ، يقول : إن كنتم اتخذتم عند الله عهدا بذلك (فَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ) قال : قال القوم الكذب والباطل ، وقالوا عليه ما لا يعلمون (٥).
[٢ / ٢٤٩٨] وقال ابن مسعود في قوله تعالى : (عَهْداً) : عهدا بالتوحيد (٦).
[٢ / ٢٤٩٩] وقال مقاتل بن سليمان : (قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللهِ عَهْداً) فعلمتم بما عهد إليكم في التوراة فإن كنتم علمتم (فَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ) يعني بل تقولون (عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ) بأنّه ليس بمعذّبكم إلّا تلك الأيّام. فإذا مضت تلك الأيّام مقدار كلّ يوم ألف سنة ، قالت الخزنة يا أعداء الله ذهب الأجل وبقي الأبد وأيقنوا بالخلود! (٧).
__________________
(١) الدرّ ١ : ٢٠٨ ؛ الطبري ١ : ٥٤١ / ١١٦٦ ؛ البخاري ٥ : ٢٣٧ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ١٥٧ / ٨١٩.
(٢) الدرّ ١ : ٢٠٨ ؛ الطبري ١ : ٥٤١ / ١١٦٨.
(٣) ابن أبي حاتم ١ : ١٥٧ / ٨٢٠.
(٤) قوله : بفراكم ، جمع فرية أي بكذباتكم المفتراة.
(٥) الدرّ ١ : ٢٠٨ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ١٥٧ / ٨٢١. من قوله : «قال القوم : الكذب ...».
(٦) البغوي ١ : ١٣٨ ؛ أبو الفتوح ٢ : ٣٠.
(٧) تفسير مقاتل ١ : ١١٩.