فلا يقع بها إدراك. فكأنّ شدّة عنادهم تحملهم على الشكّ في المشاهدات ودفع المعلومات (١).
***
وهناك تفسير آخر لغلف القلوب وهو امتلاؤها بالعلوم والمعارف فلا تكاد تستزيد.
[٢ / ٢٦٤٦] أخرج الطبراني في الأوسط بالإسناد إلى ابن عبّاس قال ـ في قوله : (وَقالُوا قُلُوبُنا غُلْفٌ) ـ : مثقلة ، أوعية للحكمة. قال : قالت اليهود ـ حين دعاهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ليتعلّموا الحكمة ـ : كيف نتعلّم وقلوبنا إنّما هي غلف محكمة أي أوعية للحكمة أي ملآنة بالحكمة فلا فراغ فيها للزيادة.
والمثقل : الذي ثقل حمله يقال للمرأة إذا ثقل حملها في بطنها ودنا وضعه : مثقل ومثقلة (٢).
[٢ / ٢٦٤٧] وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عبّاس في قوله : (وَقالُوا قُلُوبُنا غُلْفٌ) : مملوءة علما لا نحتاج إلى علم محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ولا غيره! (٣).
[٢ / ٢٦٤٨] وأخرج عن فضيل بن مرزوق ، عن عطيّة : (وَقالُوا قُلُوبُنا غُلْفٌ) قال : أوعية للذكر.
وعن عبيد الله بن موسى ، عن فضيل ، عن عطيّة في قوله : (قُلُوبُنا غُلْفٌ) قال : أوعية للعلم (٤).
[٢ / ٢٦٤٩] وقال الكلبي : معناه : أوعية لكلّ علم ، فهي لا تسمع حديثا إلّا وعته إلّا حديثك لا تعقله ولا تعيه ، ولو كان فيه خير لوعته وفهمته (٥).
[٢ / ٢٦٥٠] وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عطية في قوله : (وَقالُوا قُلُوبُنا غُلْفٌ) قال : هي القلوب المطبوع عليها (٦).
__________________
(١) التبيان ١ : ٣٤٢ ـ ٣٤٣ ؛ مجمع البيان ١ : ٢٩٧.
(٢) الدرّ ١ : ٢١٤ ؛ الأوسط ٥ : ٤٧ ـ ٤٨ ؛ مجمع الزوائد ٧ : ١٥٤ ، باب القراءات.
(٣) الدرّ ١ : ٢١٤ ؛ الطبري ١ : ٥٧٤ / ١٢٤٨ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ١٧٠ / ٨٩٣ ؛ ابن كثير ١ : ١٢٨ ، عن الضحاك عن ابن عبّاس ؛ أبو الفتوح ٢ : ٥٣ ، عن ابن عبّاس وعطاء والكلبي ؛ الثعلبي ١ : ٢٣٣ ، عن عطاء وابن عبّاس.
(٤) الطبري ١ : ٥٧٣ ـ ٥٧٤ / ١٢٤٧ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ١٧٠ / ٨٩٤.
(٥) الثعلبي ١ : ٢٣٤ ؛ البغوي ١ : ١٤١ ؛ أبو الفتوح ٢ : ٥٣.
(٦) الدرّ ١ : ٢١٤ ؛ الطبري ١ : ٥٧٢ / ٢ ـ ١٢٣٩ عن ابن عبّاس ؛ ابن كثير ١ : ١٢٨ ، عن عطيّة العوفي عن ابن عبّاس.