وكفروا به كما قال الله تعالى : (وَكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ)». (١)
[٢ / ٢٦٩٦] وروى الكليني عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن صفوان بن يحيى عن إسحاق بن عمّار قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام في قوله الله ـ عزوجل ـ : (وَكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ) قال : «كان قوم فيما بين محمّد وعيسى صلوات الله عليهما ، وكانوا يتوعّدون أهل الأصنام بالنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ويقولون : ليخرجنّ نبيّ فليكسرنّ أصنامكم وليفعلنّ بكم وليفعلنّ. فلمّا خرج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كفروا به». (٢)
[٢ / ٢٦٩٧] وروى الكليني والعيّاشي بالإسناد إلى أبي بصير عن الإمام الصادق عليهالسلام قال : «كانت اليهود تجد في كتبها أنّ مهاجر محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ما بين عير وأحد (٣). فخرجوا يطلبون الموضع ، فمرّوا بجبل يسمّى حددا. فقالوا : حدد وأحد سواء ، فتفرّقوا عنده. فنزل بعضهم بتيماء (٤) وبعضهم بفدك وبعضهم بخيبر. فاشتاق الّذين بتيماء إلى بعض إخوانهم ، فمرّ بهم أعرابيّ من قيس ، فتكاروا منه ، وقال لهم : أمرّ بكم ما بين عير وأحد ، فقالوا له : إذا مررت بهما فآذنّا بهما. فلمّا توسّط بهم أرض المدينة قال لهم : ذاك عير وهذا أحد ، فنزلوا وقالوا : قد أصبنا بغيتنا ، فلا حاجة لنا في إبلك .. وأرسلوا إلى إخوانهم : أنّا قد أصبنا الموضع فهلمّوا إلينا.
وهؤلاء استوطنوا أرض يثرب واتخذوا مصانع ومزارع وكثروا وتضاخمت أموالهم ، فكان يقع بينهم وبين الأوس والخزرج بعض المناوشات ، وكانت اليهود تعتزّ بنبيّ يظهر بين أظهرهم وسوف يتظاهرون به على خصومهم العرب.
__________________
(١) القميّ ١ : ٣٢ ـ ٣٣ ، بخلاف في اللفظ ؛ البحار ٦٩ : ٩٢ ـ ٩٣ / ٢ باب ٩٨.
(٢) الكافي ٨ : ٣١٠ / ٤٨٢ ؛ البحار ١٥ : ٢٣١ / ٥٣ ، باب ٢.
(٣) عير : جبل بالمدينة. كما ذكره الجوهري في الصحاح ٢ : ٧٦٣.
(٤) حدد ـ محرّكة ـ : جبل بتيماء ، مشرف عليها يبتدئ به المسافر. كما ذكره الزبيدي في تاج العروس ١ : ٣٣٣. وتيماء : واحة (أرض واسعة) قاحلة واقعة في شمالي جزيرة العرب بين الشام ووادي القرى بالقرب منها كان الأبلق حصن السموأل بن عادياء أو الصموئيل : شاعر يهوديّ جاهليّ (ت ٥٦٠ م) ومن شعره :
إذ المرء لم يدنس من اللؤم عرضه |
|
فكلّ رداء يرتديه جميل |