قال : فما يمنعكم أن تصدّقوه؟ قالوا : إنّه عدوّنا فأنزل الله ـ عزوجل ـ : (مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللهِ) فعندها باؤوا بغضب على غضب. (١)
قلت : لا يخفى مواضع الوهن في هذا الحديث وأمثاله ممّا سنذكر ولعلّ واضعه قد خلط الحابل بالنابل ، فتنبّه.
[٢ / ٢٧٧٠] وكذا أخرج الطيالسي والفريابي وأحمد وعبد بن حميد وابن أبي حاتم والطبراني وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل عن ابن عبّاس قال : حضرت عصابة من اليهود نبيّ الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقالوا : يا أبا القاسم حدّثنا عن خلال نسألك عنهنّ لا يعلمهنّ إلّا نبيّ! قال : سلوني عمّا شئتم ، ولكن اجعلوا لي ذمّة الله وما أخذ يعقوب على بنيه : لئن أنا حدّثتكم شيئا فعرفتموه لتتابعنّي؟ قالوا : فذلك لك. قالوا : أربع خلال نسألك عنها : أخبرنا أيّ طعام حرّم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزّل التوراة؟ وأخبرنا كيف ماء الرجل من ماء المرأة وكيف الأنثى منه والذكر؟ وأخبرنا كيف هذا النبيّ الأمّي في النوم ، ومن وليّه من الملائكة؟ فأخذ عليهم عهد الله لئن أخبرتكم لتتابعنّي ، فأعطوه ما شاء من عهد وميثاق! قال : فأنشدكم بالذي أنزل التوراة هل تعلمون أنّ إسرائيل مرض مرضا طال سقمه ، فنذر نذرا لئن عافاه الله من سقمه ليحرمنّ أحبّ الشراب إليه وأحبّ الطعام إليه ، وكان أحبّ الطعام إليه لحمان الإبل ، وأحبّ الشراب إليه ألبانها؟ فقالوا : اللهمّ نعم. فقال : اللهمّ اشهد. قال : أنشدكم بالذي لا إله إلّا هو ، هل تعلمون أنّ ماء الرجل أبيض غليظ وأنّ ماء المرأة أصفر رقيق ، فأيّهما علا كان له الولد والشبه بإذن الله ؛ إن علا ماء الرجل كان ذكرا بإذن الله وإن علا ماء المرأة كان أنثى بإذن الله؟ قالوا : اللهم نعم. قال : اللهمّ اشهد قال : فأنشدكم بالذي أنزل التوراة على موسى هل تعلمون أنّ النبيّ الأمّي هذا تنام عيناه ولا ينام قلبه؟ قالوا : نعم. قال : اللهمّ اشهد عليهم. قالوا : أنت الآن فحدّثنا من وليّك من الملائكة فعندها نتابعك أو نفارقك؟ قال : وليّي جبريل ، ولم يبعث الله نبيّا قط إلّا وهو وليّه. قالوا : فعندها نفارقك ، لو كان وليّك سواه من الملائكة لاتّبعناك وصدّقناك. قال : فما يمنعكم أن
__________________
(١) الطبري ١ : ٦٠٦ ـ ٦٠٧ / ١٣٣٠.