أوصياني! قالا : إن قدرت أن لا تنام فافعل ، فإنّ الأمر جدّ. (١)
قلت : وهكذا ذهب القوم في سفاسفهم يستخفّون بعقول الناس ويسردون أقاصيص لا وزن لها ولا اعتبار وقد غفلوا عن أنّ الأمر جدّ ، ولكنّهم في نزواتهم يعمهون.
[٢ / ٢٨٨١] وذكر الزبير بن بكّار في الموفّقيات وابن مردويه والديلمي : «أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم سئل عن المسوخ؟ فقال : هم ثلاثة عشر : الفيل والدبّ والخنزير والقرد والجرّيث والضبّ والوطواط والعقرب والدعموص والعنكبوت والأرنب وسهيل والزهرة. فقيل : يا رسول الله وما سبب مسخهنّ؟ فقال : أمّا الفيل فكان رجلا جبّارا لوطيّا لا يدع رطبا ولا يابسا ، وأمّا الدبّ فكان مؤنّثا يدعو الرجال إلى نفسه ، وأمّا الخنزير فكان من النصارى الّذين سألوا المائدة فلمّا نزلت كفروا ، وأمّا القردة فيهود اعتدوا في السبت ، وأمّا الجرّيث فكان ديّوثا يدعو الرجال إلى حليلته ، وأمّا الضبّ فكان أعرابيا يسرق الحاجّ بمحجنه ، وأمّا الوطواط فكان رجلا يسرق الثمار من رؤوس النخل ، وأمّا العقرب فكان رجلا لا يسلم أحد من لسانه ، وأمّا الدعموص فكان نمّاما يفرّق بين الأحبّة ، وأمّا العنكبوت فامرأة سحرت زوجها ، وأمّا الأرنب فامرأة كانت لا تطهر من حيض ، وأما سهيل فكان عشّارا باليمن ، وأمّا الزهرة فكانت بنتا لبعض ملوك بني إسرائيل افتتن بها هاروت وماروت». (٢)
قال ابن الجوزي : هذا حديث موضوع على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وما وضعه إلّا ملحد يقصد وهن الشريعة بنسبة هذا إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أو مستهين بالدين لا يبالي ما فعل.
والمتّهم به مغيث. قال أبو الفتح الأزدي : خبيث كذّاب لا يساوى شيئا روى حديث المسوخ وهو حديث منكر. (٣)
***
[٢ / ٢٨٨٢] قال أبو يعقوب وأبو الحسن (٤) : قلنا للإمام أبي محمّد العسكري عليهالسلام : إنّ قوما عندنا يزعمون أنّ هاروت وماروت ملكان اختارتهما الملائكة لمّا كثر عصيان بني آدم ، وأنزلهما إلى
__________________
(١) الدرّ ١ : ٢٤٦ ـ ٢٤٨.
(٢) الدرّ ١ : ٢٤٩ ؛ كنز العمّال ٦ : ١٧٨ ـ ١٧٩ / ١٥٢٥٤.
(٣) راجع : الموضوعات لابن الجوزي ١ : ١٨٥ ـ ١٨٦.
(٤) هما راويا التفسير المنسوب إلى الإمام أبي محمّد العسكري عليهالسلام.