[٢ / ٢٩١٣] وأخرج عن ابن جريج ، عن عطاء في قوله : (لا تَقُولُوا راعِنا) قال : لا تقولوا خلافا. (١)
[٢ / ٢٩١٤] وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله : (لا تَقُولُوا راعِنا) قال : خلافا. (٢)
[٢ / ٢٩١٥] وقال عليّ بن إبراهيم : وأما قوله (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا راعِنا وَقُولُوا انْظُرْنا) أي لا تقولوا : تخليطا وقولوا : أفهمنا. (٣)
[٢ / ٢٩١٦] وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن السدّي قال : كان رجلان من اليهود مالك بن الصيف ورفاعة بن زيد إذا لقيا النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قالا له وهما يكلّمانه : راعنا سمعك واسمع غير مسمع ، فظنّ المسلمون أنّ هذا شيء كان أهل الكتاب يعظّمون به أنبياءهم ، فقالوا للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ذلك ، فأنزل الله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا راعِنا ...) الآية. (٤)
[٢ / ٢٩١٧] وروي عن الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليهالسلام : قال : «إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لمّا قدم المدينة كثر حوله المهاجرون والأنصار ، وكثرت عليه المسائل ، وكانوا يخاطبونه بالخطاب الشريف العظيم الذي يليق به ، وذلك أنّ الله تعالى كان قال لهم : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ)(٥). وكان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بهم رحيما ، وعليهم عطوفا ، وفي إزالة الآثام عنهم مجتهدا ، حتّى أنّه كان ينظر إلى كلّ من يخاطبه ، فيعمل على أن يكون صوته صلىاللهعليهوآلهوسلم مرتفعا على صوته ليزيل عنه ما توعّد الله به من إحباط أعماله ، حتّى أنّ رجلا أعرابيّا ناداه يوما وهو خلف حائط بصوت له جهوريّ : يا محمّد! فأجابه بأرفع من صوته ، يريد أن لا يأثم الأعرابي بارتفاع صوته! فقال له الأعرابي : أخبرني عن
__________________
(١) الطبري ١ : ٦٥٦ / ١٤٣٢ ؛ التبيان ١ : ٣٨٨.
(٢) الدرّ ١ : ٢٥٣ ؛ الطبري ١ : ٦٥٦ ـ ٦٥٧ / ١٤٣٣ ولابن جرير هنا كلام يأتي ؛ ابن كثير ١ : ١٥٣ ؛ الثعلبي ١ : ٢٥٢ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ١٩٧ / ١٠٤٠ ؛ أبو الفتوح ٢ : ٩٥ ؛ التبيان ١ : ٣٨٨ ، عن عطاء ومجاهد.
(٣) القمّي ١ : ٥٨.
(٤) الدرّ ١ : ٢٥٣ ؛ الطبري ١ : ٦٥٩ / ١٤٤٥ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ١٩٨ / ١٠٤٩ ؛ ابن كثير ١ : ١٥٤ ؛ أبو الفتوح ٢ : ٩٤.
(٥) الحجرات ٤٩ : ٢.