(وَاللهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ) : هو أعلم حيث يجعل رسالته.
(وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) : حيث أنعم على هذه الأمّة بأفضل النعم وهي النبوّة الخاتمة لرسالات الله الباقية مع بقاء الدهر والشاملة لكافّة الخلائق على مدى الأعصار والأدوار (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً) كما في سورة الفتح ٤٨ : ٢٨ (وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (كما في سورتي التوبة ٩ : ٣٣ والصفّ ٦١ : ٩). كرّرت الآية ثلاث مرّات!!
[٢ / ٢٩١٨] قال مقاتل بن سليمان : (ما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ) منهم قيس بن عمرو ، وعازار بن ينحوم ، وذلك أنّ الأنصار دعوا حلفاءهم من اليهود إلى الإسلام ، فقالوا للمسلمين ، ما تدعونا إلى خير ممّا نحن عليه ، وددنا أنّكم على هدى وأنّه كما تقولون!! فكذّبهم الله ـ سبحانه ـ فقال : (ما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ) يعني دينه الإسلام (مَنْ يَشاءُ) نظيرها في هل أتى : (يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ)(١) يعني في دينه الإسلام فاختصّ المؤمنين (وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) فاختصّهم لدينه. (٢)
[٢ / ٢٩١٩] وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله : (وَاللهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ) قال : القرآن والسّلام. (٣)
[٢ / ٢٩٢٠] وهكذا روي عن الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام وابن عبّاس ومجاهد وغيرهم : أنّها النبوّة خصّ الله بها محمّدا صلىاللهعليهوآلهوسلم أو الإسلام والقرآن والجميع واحد. (٤)
__________________
(١) الإنسان ٧٦ : ٣١.
(٢) تفسير مقاتل ١ : ١٢٩.
(٣) الدرّ ١ : ٢٥٤ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ١٩٩ / ١٠٥١.
(٤) مجمع البيان ١ : ٣٣٧ ؛ التبيان ١ : ٣٩١ ؛ القرطبي ٢ : ٦١.