[٢ / ٢٩٨٥] وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن السدّي قال : سألت العرب محمّدا صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يأتيهم بالله فيروه جهرة ، فنزلت هذه الآية. (١)
[٢ / ٢٩٨٦] وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد قال : سألت قريش محمّدا صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يجعل لهم الصفا ذهبا! فقال : «نعم ، وهو كالمائدة لبني إسرائيل إن كفرتم ، فأبوا ورجعوا. فأنزل الله : (أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ كَما سُئِلَ مُوسى مِنْ قَبْلُ) أن يريهم الله جهرة». (٢)
[٢ / ٢٩٨٧] وأخرج مسلم في الصحيح عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «ذروني ما تركتكم ، فإنّما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم ، فإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم ، وإن نهيتكم عن شيء فاجتنبوه». (٣)
[٢ / ٢٩٨٨] وروى الطوسي عن الحسن في قوله تعالى : (أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْئَلُوا ...) قال : عنى بذلك المشركين من العرب ، لمّا سألوه فقالوا : (أَوْ تَأْتِيَ بِاللهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلاً)(٤) وقالوا : (أَوْ نَرى رَبَّنا)(٥). (٦).
[٢ / ٢٩٨٩] وقال مقاتل بن سليمان : (أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ) يعني يقول تريدون أن تسألوا محمّدا أن يريكم ربّكم جهرة (كَما سُئِلَ مُوسى مِنْ قَبْلُ) كما قالت بنو إسرائيل لموسى أرنا الله جهرة (وَمَنْ يَتَبَدَّلِ) يعني من يشتر (الْكُفْرَ بِالْإِيمانِ) يعني اليهود (فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ) يعني قد أخطأ قصد طريق الهدى كقوله ـ سبحانه ـ في القصص : (عَسى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَواءَ السَّبِيلِ)(٧)
__________________
(١) الدرّ ١ : ٢٦١ ؛ الطبري ١ : ٦٧٦ / ١٤٧٥ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٢٠٣ / ١٠٧٧ ، وزاد : «وروي عن قتادة نحو ذلك».
(٢) الدرّ ١ : ٢٦١ ؛ الطبري ١ : ٦٧٧ / ١٤٧٦ ، بطرق ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٢٠٣ / ١٠٧٥ ؛ القرطبي ٢ : ٧٠ ، عن ابن عبّاس ومجاهد ، بلفظ : «سألوا أن يجعل لهم الصّفا ذهبا» ؛ ابن كثير ١ : ١٥٧ ، وزاد : وعن السدّي وقتادة نحو هذا. التبيان ١ : ٤٠٢ ؛ مجمع البيان ١ : ٣٤٥.
(٣) مسلم ٤ : ١٠٢ ، كتاب الحجّ ، باب فرض الحج مرّة في العمر.
(٤) الإسراء ١٧ : ٩٢.
(٥) الفرقان ٢٥ : ٢١.
(٦) التبيان ١ : ٤٠٢ ؛ مجمع البيان ١ : ٣٤٤.
(٧) القصص ٢٨ : ٢٢.