٥ ـ (سَيَقُولُ السُّفَهاءُ مِنَ النَّاسِ ما وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كانُوا عَلَيْها قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ)(١).
٦ ـ (وَما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللهُ وَما كانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ)(٢).
٧ ـ (ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ)(٣).
٨ ـ (وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ إِنَّ اللهَ واسِعٌ عَلِيمٌ)(٤).
***
تلك مجموعة آيات نزلن بشأن حادث تحويل القبلة.
كانت الأولى تمهيدا لأرضيّة حادث التحويل .. حيث يرتضيه المؤمنون ، وإن كان يمقته المناوؤون ، مقتا عن عصبيّة جهلاء ، وهم يعلمون أنّه الحقّ من ربّهم.
والثانية تيئيس عن إمكان التوافق مع المناوئين المعاندين.
والثالثة دستور صريح للاتّجاه نحو الكعبة المكرّمة.
والرابعة تأكيد بليغ لكافّة المسلمين فليتوجّهوا في صلاتهم نحو الكعبة ولا يخشوا أحدا من الناس.
والخامسة تعريض بالمناوئين وتسفيه لمزاعم وهموها في عالم الخيال.
والسادسة تبيين لحكمة التثبيت أوّلا ثمّ التحويل ، وليكون اختبارا لموضع المسلمين ومدى إخلاصهم في الإيمان والتسليم لله ولرسوله.
والسابعة جواب عن شبهة أثيرت حول النسخ في الشريعة عموما وأنّه لحكمة بالغة.
والثامنة جواب عن خصوص الشبهة حول حادث تحويل القبلة بالذات.
__________________
(١) البقرة ٢ : ١٤٢.
(٢) البقرة ٢ : ١٤٣.
(٣) البقرة ٢ : ١٠٦ ـ ١٠٧.
(٤) البقرة ٢ : ١١٥.