«جعلت الكعبة قبلة لأهل المسجد. وجعل المسجد قبلة أهل الحرم. والحرم قبلة الآفاق». (١)
[٢ / ٣٠٤٥] وروى ابن بابويه الصدوق بالإسناد إلى أبي غرّة قال : قال لي أبو عبد الله عليهالسلام : «البيت قبلة المسجد. والمسجد قبلة مكّة. ومكّة قبلة الحرم. والحرم قبلة سائر البلاد». (٢)
[٢ / ٣٠٤٦] وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي والدار قطني. وكذا الترمذي وصحّحه. وابن ماجة عن عبد الله بن عمر وعن أبي هريرة عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «ما بين المشرق والمغرب قبلة ، إذا توجّهت قبل البيت» (٣). يعني بهم أهل المدينة.
قال ابن كثير : ما بين المشرق والمغرب قبلة لأهل المدينة والشام والعراق ، وذكر الحديث. (٤)
[٢ / ٣٠٤٧] وعن الحلبي سأل الإمام الصادق عليهالسلام : هل كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يصلّي إلى بيت المقدس؟ قال : «نعم. فقلت : أكان يجعل الكعبة خلف ظهره؟ قال : أمّا إذا كان بمكّة فلا ، وأمّا إذا هاجر إلى المدينة فنعم. حتّى حوّل إلى الكعبة». (٥)
[٢ / ٣٠٤٨] وروى زرارة عن الإمام أبي جعفر الباقر عليهالسلام أنّه قال : «لا صلاة إلّا إلى القبلة .. قلت : وأين حدّ القبلة؟ قال : ما بين المشرق والمغرب قبلة كلّه». (٦)
[٢ / ٣٠٤٩] وقال ابن بابويه الصدوق : صلّى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى بيت المقدس بعد النبوّة ثلاثة عشر سنة بمكّة وتسعة عشر شهرا بالمدينة. ثمّ عيّرته اليهود فقالوا : إنّه لقبلتنا ، فاغتمّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لذلك فخرج في بعض الليالي يقلّب وجهه في آفاق السماء يترقّب ما يزيل همّه فلمّا أصبح وصلّى الغداة ، ثمّ لمّا صلّى من الظهر ركعتين ، جاءه جبرائيل عليهالسلام وأخذ بيده وحوّل وجهه إلى الكعبة وتحوّل من كان خلفه بوجوههم نحوها حتّى تحوّل الرجال مكان النساء ، والنساء مكان الرجال. فكان أوّل الصلاة إلى بيت المقدس وآخرها إلى الكعبة. قال : وبلغ الخبر مسجدا آخر فتحوّلوا إلى الكعبة في صلاتهم ، فسمّي مسجدهم مسجد القبلتين. (٧)
__________________
(١) التهذيب ٢ : ٤٤ / ١٣٩ ؛ الوسائل ٤ : ٣٠٣ / ١ ، باب ٣.
(٢) العلل : ٣١٨ / ٢ ؛ الوسائل ٤ : ٣٠٤ / ٤.
(٣) المصنّف ٢ : ٢٥٦ ؛ البيهقي ٢ : ٩ ؛ الدار قطني ١ : ٢٧٠. الترمذي ١ : ٢١٤ ؛ ابن ماجة ١ : ٣٢٣ ؛ الحاكم ١ : ٢٠٥ ؛ كنز العمّال ٧ : ٣٨٨ ؛ الدرّ ١ : ٢٦٧ ـ ٢٦٨.
(٤) ابن كثير ١ : ١٦٤.
(٥) الوسائل ٤ : ٢٩٨ / ٤.
(٦) المصدر : ٣٠٠ / ٩.
(٧) المصدر : ٣٠١ / ١٢.