قال ابن عمر : في هذا نزلت هذه الآية. (١)
[٢ / ٣٠٧٥] وروى الثعلبي عن ابن عمر في هذه الآية قال : نزلت في صلاة المسافر يصلّي حيثما توجّهت به راحلته تطوّعا ، وكان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يصلّي على راحلته جائيا من مكّة إلى المدينة.
وروى أيضا في رواية عنه : كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يصلّي على راحلته في السفر حيثما توجّهت به. (٢)
[٢ / ٣٠٧٦] وقال عليّ بن إبراهيم : قال العالم عليهالسلام : «فإنّها نزلت في صلاة النافلة فصلّها حيث توجّهت إذا كنت في سفر ، وأمّا الفرائض ، فقوله : (وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ) يعني الفرائض لا تصلّيها إلّا إلى القبلة». (٣)
[٢ / ٣٠٧٧] وروى العيّاشي بالإسناد إلى زرارة قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : الصلاة في السفر في السفينة والمحمل سواء؟ قال : «النافلة كلّها سواء ، تومىء إيماء أينما توجّهت دابّتك وسفينتك. والفريضة تنزل لها من المحمل إلى الأرض إلّا من خوف ، فإن خفت أومأت وأمّا السفينة فصلّ فيها قائما وتوخّ القبلة بجهدك فإنّ نوحا عليهالسلام قد صلّى الفريضة فيها قائما متوجّها إلى القبلة وهي مطبقة عليهم ، قال : قلت : وما كان علمه بالقبلة فيتوجّهها وهي مطبقة عليهم؟ قال : كان جبرائيل عليهالسلام يقوّمه نحوها. قلت : فأتوجّه نحوها في كلّ تكبيرة؟ قال : أمّا في النافلة فلا ، إنّما تكبّر في النافلة على غير القبلة أكثر. ثمّ قال : كلّ ذلك قبلة للمتنفّل ، فإنّه تعالى قال : (فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ إِنَّ اللهَ واسِعٌ عَلِيمٌ)». (٤)
__________________
(١) الدرّ ١ : ٢٦٦ ؛ المصنّف ٢ : ٣٧٨ / ١٠ ، باب ٣٢٥ ، بلفظ : إنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يصلّي فخلّى راحلته حيث توجّهت به ، كان ابن عمر يفعل ذلك ؛ مسلم ٢ : ١٤٩ ؛ الترمذي ٤ : ٢٧٤ / ٤٠٣٤ ؛ النسائي ١ : ٣٠٥ / ٩٤٦ و ٦ : ٢٨٩ / ١٠٩٩٧ ؛ الطبري ١ : ٧٠٢ / ١٥٢٥ و ١٥٢٤ ؛ الأوسط ٧ : ١٩٥ / ٧٢٥٤ ، باختصار ؛ البيهقي ٢ : ٤ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٢١٢ / ١١٢١ ؛ القرطبي ٢ : ٨٠.
(٢) الثعلبي ١ : ٢٦٢.
(٣) البرهان ١ : ٣١٤ / ١ ؛ القمي ١ : ٥٨ ـ ٥٩ ، بدون قوله : «قال العالم عليهالسلام» ؛ الصافي ١ : ٢٧٠ ، بدون قوله : «قال العالم عليهالسلام» ، والمراد بالعالم هنا : الإمام من آل البيت عليهمالسلام.
(٤) البرهان ١ : ٣١٥ / ٦ ؛ العيّاشي ١ : ٧٥ / ٨١ ؛ البحار ٨٤ : ٤٥ / ٣٦.