أحد ، وأرشدوا إلى الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام فكان ممّا سألوه أن قالوا : أخبرنا عن وجه الربّ ـ تبارك وتعالى ـ؟
فأوعز الإمام إلى ابن عبّاس أن يأتيه بنار وحطب ، فأضرمها ، فلمّا اشتعلت ، قال لهم الإمام : «أين وجه هذه النار؟ قالوا : هي وجه من جميع حدودها! ـ وفي حديث آخر : لا نقف لها على وجه ـ فقال عليهالسلام : هذه النار مدبّرة مصنوعة ، لا يعرف لها وجه بالذات ولا شكّ أنّ خالقها لا يشبهها وأنّ هذا مثل. (وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ) إذ لا يخفى على ربّنا خافية أي الجميع حضور لديه على سواء» (١).
***
[٢ / ٣٠٨٨] وعن ابن عبّاس قال : الوجه عبارة عنه تعالى كما قال : (وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ)(٢) أي تبقى ذاته المقدّسة.
[٢ / ٣٠٨٩] وعن مجاهد قال : وجه الله ، قبلة الله (٣). وهكذا قال قتادة ومقاتل بن حيّان (٤).
[٢ / ٣٠٩٠] وقال الحسن : فثمّ وجه الله أي جهة القبلة وهي الكعبة ، أي جهة قبلته. (٥)
[٢ / ٣٠٩١] وقال الرمّاني والجبّائي : فثمّ رضوان الله. (٦)
[٢ / ٣٠٩٢] وعن الكلبي والقتيبي : الوجه صلة. والمراد : فثمّ الله. وهو كقوله تعالى : (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ)(٧). وكقوله تعالى : (يُرِيدُونَ وَجْهَهُ)(٨) أى يريدونه بالدعاء. وكقوله : (كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ)(٩) أي ذاته المقدّسة. (١٠)
__________________
(١) التوحيد : ١٨٢ / ١٦ ، باب ٢٨ ؛ الخصال : ٥٩٧ ؛ البحار ٣ : ٣٢٨ ـ ٣٢٩ و ١٠ : ٣.
(٢) القرطبي ٢ : ٨٣ ـ ٨٤.
(٣) الطبري ١ : ٧٠٥ / ١٥٣٣.
(٤) الثعلبي ١ : ٢٦٣ ؛ البغوي ١ : ١٥٨ ؛ مجمع البيان ١ : ٣٥٩.
(٥) التبيان ١ : ٤٢٤ ؛ أبو الفتوح ٢ : ١٢٧.
(٦) التبيان ١ : ٤٢٥ ؛ مجمع البيان ١ : ٣٥٩.
(٧) الحديد ٥٧ : ٤.
(٨) الكهف ١٨ : ٢٨.
(٩) القصص ٢٨ : ٨٨.
(١٠) الثعلبي ١ : ٢٦٣ ؛ البغوي ١ : ١٥٨ ؛ القرطبي ٢ : ٨٤ ؛ أبو الفتوح ٢ : ١٢٧ ؛ مجمع البيان ١ : ٣٥٩.