المدينة الّتي بناها باسم شامر صاحب الجبل : السامرة.
وكان ذلك بعد خروج بني إسرائيل من أرض مصر بنحو من ثلاث وعشرين وخمسائة عام (١).
لكن السامريّ لفظة معرّبة وليست على أصالتها العبريّة ، والشين العبريّة تبدّل سينا في العربيّة كما في «موسى» معرّب «موشى» العبريّة ، و «اليسع» معرّب «اليشوع» (٢). وكما في «السامرة» نسبة إلى اسم صاحب الجبل «شامر».
أمّا السامريّ ـ في القرآن ـ فليس منسوبا إلى بلدة السامرة هذه ، وإنّما هي نسبة إلى «شمرون» بلدة كانت عامرة على عهد نبيّ الله موسى ووصيّه يوشع بن نون. والنسبة إليها شمروني عرّبت إلى سامري ، ويجمع على شمرونيم (سامريّين). وقد فتحها يوشع وجعلها في سبط «زبولون» كما جاء في سفر اليشوع (٣) وكان الملك عليها حين افتتحها يوشع «مرأون» (٤).
هذا ما حقّقه العلّامة الحجّة البلاغي (٥).
والسين والشين كانا يتبادلان في العبريّة أيضا. كان سبط يهوذا ينطقون بالشين وسبط افرايم بالسين في مثل «اليسوع» و «اليشوع» (٦).
قال الأستاذ عبد الوهّاب النجّار : ويغلب أن تكون «الشين» في العبريّة «سينا» في العربيّة ، كما كان ينطق بها أيضا سبط افرايم بن يوسف. وقد كان رجال سبط يهوذا يختبرون الرجل ليعرف أنّه من سبط يهوذا أو افرايمي ، فيأمروه أن ينطق ب «شبولت» (سنبلة) فإذا قال «سبولت» عرف أنّه افرايمي.
واحتمل في السامريّ نسبة إلى شامر أو سامر بمعنى «حارس» (٧). ونطقها في العبريّة «شومير» مأخوذ من «شمر» أي حرس. فقد جاء في سفر التكوين : فقال الربّ لقابيل : أين هابيل
__________________
(١) قاموس الكتاب المقدّس : ٤٥٩. وراجع : سفر الملوك ، أصحاح : ١٦ / ٢٤.
(٢) قاموس الكتاب المقدس : ٩٥١.
(٣) راجع : سفر اليشوع ، أصحاح : ١١ / ١ ، و ١٢ / ٢٠ ، و ١٩ / ١٥.
(٤) المصدر : ١٢ / ٢٠.
(٥) راجع : كتابه «الهدى إلى دين المصطفى» ١ : ١٠٣.
(٦) قاموس الكتاب المقدّس : ٩٥١.
(٧) ذكر جيمز هاكس في قاموس الكتاب المقدّس : ٥٣٠ ، أنّ أحد معنيي «شمرون» : كشيكچى (نگهبان) يعني الحارس.