والتقليد مشترك بينهما وبين غيرها من أنواع الهدي [١]. والاولى في البدن الجمع بين الاشعار والتقليد [٢]. فينعقد
______________________________________________________
[١] الظاهر أنه لا إشكال فيه. وقد صرح به غير واحد ، مرسلاً له إرسال المسلمات ، منهم العلامة في التذكرة والقواعد. قال في القواعد : وبتخير القارن في عقد إحرامه بها ، أو بالإشعار المختص بالبدن ، أو التقليد المشترك بينها ». ونحوه كلام غيره. وفي الحدائق : أنه ذكره الأصحاب وأن الظاهر أنه متفق عليه بينهم ، لا أعلم فيه مخالفاً. انتهى. ولكن دليله غير ظاهر.
نعم كل ما ورد في كيفية الاشعار لم يذكر فيه إلا البدن ، والتقليد ورد في جميعها. وعلل اختصاص الاشعار : بضعف البقر والغنم عن الاشعار. واستدل على الاشتراك في الثاني ، بصحيح زرارة عن أبي جعفر (ع) : « قال : كان الناس يقلدون الغنم والبقر ، وإنما تركه الناس حديثاً ، ويقلدون بخيط أو سير » (١). وضعف ذلك ظاهر.
[٢] في حسن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله (ع) : « البدن تشعر من الجانب الأيمن ، ويقوم الرجل من الجانب الأيسر ، ثمَّ يقلدها بنعل خلق قد صلى فيه » (٢). وفي رواية السكوني عن أبي جعفر (ع) : « أنه سئل ما بال البدنة تقلد بالنعل وتشعر؟ قال : أما النعل فتعرف أنها بدنة ، ويعرفها صاحبها بنعله. وأما الاشعار فإنه يحرم ظهرها على صاحبها من حيث أشعرها ، فلا يستطيع الشيطان أن يمسها » (٣) ونحوه غيره.
__________________
(١) الوسائل باب : ١٢ من أبواب أقسام الحج حديث : ٩.
(٢) الوسائل باب : ١٢ من أبواب أقسام الحج حديث : ٤.
(٣) الوسائل باب : ١٢ من أبواب أقسام الحج حديث : ٢٢.