وَلا نَصِيرٍ) هذه الآية تدل على أن من علم الله منه أنه لا يعصي لا يتناوله الوعيد والزجر لأن الله تعالى علم أن النبي ص لا يعصيه ولا يتبع أهواءهم
فصل
قوله تعالى : (فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ) وهم وإن يكذبوه فقد كذب رسل من قبله قلنا إن المعنى لقد جروا على عادة من قبلهم في تكذيب أنبيائهم إلا أنه ورد على وجه الإيجاز كما يقولون إن أحسنت إلي فقد طال ما أحسنت.
قوله سبحانه :
(وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) المعنى أنه لا يعذبهم والنبي بين أظهرهم كما كان في زمان سائر الأنبياء وما كان ليعذبهم إن استغفروا وهم لا يستغفرون فقد استوجبوا العذاب ثم قال (وَما لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللهُ) في الآخرة.
قوله سبحانه :
(وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى نَصْرُ اللهِ) ولا يجوز أن يكون معناه الاستبطاء لنصر الله على حال لأن الرسول يعلم أن الله لا يؤخره عن الوجه الذي توجبه الحكمة فالمعنى الصحيح الدعاء لله بالنصر.
قوله سبحانه :
(أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ) إنه وعيد لهم أي إن كنت افتريت فيما أخبرتكم به فعلي عذاب جرمي وإن كنت صدقت فعليكم عقاب تكذيبي وستعلمون صدق قولي وأينا الأحق ثم إنه قال ذلك على وجه الاحتجاج بصحة أمره وإنه لا يتقول مثل هذا مع ما فيه من العقاب في الآخرة والعار في الدنيا (وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ) أي ليس من إجرامكم ضرر وإنما ضرر ذلك عليكم.
قوله سبحانه :
(وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ) قال ابن عباس وابن جبير والحسن وقتادة وإبراهيم وابن جريح وابن زيد والضحاك ومجاهد أراد رؤية العين