بُيُوتِهِنَ) وأما قولهم إن النبي ص قسم الحجر بين نسائه وبناته فمن أين أن هذه القسمة تقتضي التمليك دون الإسكان والإنزال ولو كان ملكهن لكان ظاهرا فلما توفي ص صارت لفاطمة بالفرض وبآية أولي الأرحام سوى الثمن.
قوله سبحانه :
(قُلْ أَعُوذُ) و (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ) وما أشبههما من الأوامر المتوجهة إلى النبي ص جاز من النبي أن يقول قل وسبح للأمة كما قيل له لأن الأمر وإن كان متوجها إليه فالمراد به أمته معه فكأنه خاطب الجميع بأن يقولوا ذلك ثم إن الله تعالى أمره بالفعل الذي أمرهم به فلما كان قوله قل وسبح من كلام الله تعالى وجب عليه أن يتلوه على وجهه ولو كان مأمورا بالفعل دون التلاوة لما وجب أن يأتي بلفظة النبي ص ما قبل له.
قوله سبحانه :
(الَّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ) فيه دلالة على أن آباءه ع كانوا مسلمين إلى آدم ولم يكن فيهم من يعبد غير الله تعالى ولو أراد ساجدي الأصنام لما من عليه بذلك لأن المن عليه بالكفر قبيح وَقَالَ ص لَمْ يَزَلْ يَنْقُلُنِي اللهُ مِنَ الْآبَاءِ الْأَخْيَارِ وَالْأُمَّهَاتِ الطَّوَاهِرِ. والكافر لا يوصف بالطهارة لقوله (إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ).
قوله سبحانه :
(وَيَنْصُرَكَ اللهُ نَصْراً عَزِيزاً) النصر العزيز هو الذي يمنع من كل جبار عنيد وعات أثيم وقد فعل الله ذلك بنبيه ص فصار دينه أعز الأديان وسلطانه أعظم السلطان.
قوله سبحانه :
(وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ) قالوا إن لبيد بن عاصم سحر النبي ص في إحدى عشرة عقدة فمرض النبي ص القصة قد بينا أنه ليس للسحر حقيقة وإنما هو تمويه ومخرقة ومحال أن يعقد عقدا فيحدث لأجلها أمراض في غيره مع بعد المسافة والصحة والمرض من فعل الله تعالى والفعل في غير محل القدرة يكون مخترعا ولا يقدر عليه غير الله تعالى واليهودي كيف يسلطه الله على خير البشر حتى يمرضه وحاشا النبي ص من كل صفة نقص إذ تنفر عن قبول قوله لأنه لا حجة لله على خلقه ثم إن الله تعالى قال