قوله سبحانه :
(إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ) يدل على أن الذين اصطفاهم معصومون لأنه لا يختار ولا يصطفي إلا من كان كذلك ويكون ظاهره وباطنه واحدا فإذا يجب أن يختص الاصطفاء من آل إبراهيم من كان مرضيا معصوما سواء كان نبيا أو إماما فثبت إمامة أئمتنا ع لأنه لم يدع العصمة أحد في الأمة سوانا.
قوله سبحانه :
(ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا) الآية الظاهر يقتضي أن يكون الذين اصطفاهم وراثا عن الرسول الكتاب وأحكامه ومن جملة ما كان يتعاطاه القيام بأمور المسلمين فيجب أن يرث منه من صفته ما بينه تعالى دون أمر آخر لتنعقد الوراثة ولا يقول إن المقام يورث ولا يزيد بالوراثة هاهنا إلا التمليك على أموره الدينية من الله تعالى كما فسره في قوله (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ. وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ) الآية وليس يمكن حمله على الشيوخ لأن الظاهر لو اقتضاهم لكانوا أئمة بعد الرسول ص من دون الاختيار والنص والشورى ولا حمله على الأمة لأن فيهم فساق والله لا يصطفي الفاسق وإنه بين أنهم يدخلون الجنة وكل الأمة لا تدخل الجنة على أن من قال المراد به الأمة قال بأن العترة مرادين بالآية أيضا ومن قال إن العترة هي المراد قال لم يرد به الأمة فحمله على الاتفاق أولى مما خولف فيه فثبت أن السابقين منهم بالخيرات هم المعصومون وهم المعنيون بها لأن الله تعالى لم يطلق لفظ الاصطفاء في القرآن إلا في المعصومين مثل آدم ونوح وإبراهيم وموسى وطالوت ومريم والملائكة وإن حملناه أيضا على غير المعصومين من عترته يكون فيهم مجازا وفي المعصومين حقيقة فيكونون بمنزلة المحكم والمتشابه من المصحف فإذا ثبت أن المعصومين من أهل البيت مرادين بالآية وقد أورثهم الله تعالى ذلك يجب أن يرثوا القيام بأمور المسلمين وهو الإمامة.
قوله سبحانه :
(يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ) معلوم وجوب التعبد بشريعة الإسلام